للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من الأمور ما لا يحتمل الانتظار سبعة أيام، فأصدر أمره بجواز عرض "الجرنالات يوميًّا أو في أي ساعة إلى الباشا للنظر في الشئون المستعجلة"١.

وهذه التقارير التي كانت ترفع إليه في كل عشرة أيام أو في الفترات الأخرى التي عينها وحددها كانت تطبع في مطبعة القلعة تقدم إليه بعد طبعها، وقد أنشأ لذلك "ورشة مخصوصة بطرفة كما عين كتابًا مخصوصين .. "٢.

ويضم هذا الديوان الكبير نخبة من الكتاب الذين يجيدون اللغتين العربية والتركية٣ وكان محمود أفندي "جرنال ناظرى" أن ناظر التقارير التي ترفع للوالي يستقبل تقارير الأقاليم ويعدها للعرض على الباشا حيث يقضي فيها بأمر ما٤ وكان للمدن المصرية الكبيرة دواوين على غرار الديوان الرئيسي في القاهرة، يرأسها ناظران عامان للتقارير، أحدهما في الوجه القبلي والثاني في الوجه البحري يتلقيان أخبار المدن والأقاليم، كل فيما يخصه ثم يرسلانها إلى القاهرة٥، وفي القاهرة يتولى ديوان الجرنال العام بحثها وتبويبها وعرضها على الباشا، ثمه يبلغ قرار الوالي إلى المجالس وما إليها٦.

انتظمت أمور الجرنال وتشعبت مواده، بعد أن قامت المطبعة مقام النسخ، لذلك حرص عليه الباشا حرصًا شديدًا، فكان إذا رأى تهاونًا في


١ محفوظات عابدين، أمر كريم في ٩ شوال عام ١٢٥١هـ، ص٦، مجموع ترتيبات ووظائف.
٢ أمر من محمد علي في ٢٤ المحرم سنة ١٢٥٢هـ "محفوظات عابدين".
٣ محفوظات عابدين دفتر رقم ٧٤٠ ديوان خديوي تركي، وثيقة رقم ٣١، في ٦ رمضان عام ١٢٤٣هـ من ديوان الخديوي إلى ناظر التقارير.
٤ محفوظات عابدين دفتر رقم ٣٠ معية تركي، وثيقة رقم ٢، في ٣ رمضان عام ١٢٤٣ من الجناب العالي إلى محمود أفندى.
٥ محفوظات عابدين دفتر ٧٤٨ خديوي تركي، وثيقة رقم ٢١٥ في ٤ جمادي الثانية عام ١٢٤٤هـ.
٦ محفوظات عابدين دفتر ٧٤٠ ديوان خديوي تركي، وثيقة رقم ١٢٢، في ٨ ذي القعدة عام ١٢٤٣هـ من ديوان الخديوي إلى الأفندي ناظر التقارير.

<<  <   >  >>