للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مكانة المصري في الإخراج والتحرير أو في الانتشار أو التأثير في الرأي العام١.

وكانت أخبار اليوم على رأس الصحف المعارضة للوفد، وكان يجري في فلكها أيضًا صحف أخرى لم تستطع جميعها أن تنال من الوفد شيئًا، فانكمشت أو احتجت وبقيت أخبار اليوم في ميدان المعارضة بفنها الصحفي الجديد، وموضوعاتها المثيرة وقدرة صاحبيها مصطفى وعلي أمين على جذب القراء بما كانت تعالج من أمور الساعة أو تنشر من الأخبار الخطيرة ما عز على الصحف الأخرى الحصول عليها أو منافستها في ذلك الميدان٢.

وكانت هناك الصحف القديمة كالأهرام التي صدرت في سنة ١٨٧٦ وهي صحيفة وقور عاصرت حياة مصر، وكانت إلى جانب نهضة البلاد معظم تاريخها، وبلغت حد التطرف في ثورة ١٩١٩ ثم التزمت الحيدة في الشئون السياسية بعد ذلك، حتى بدت صورة من جريدة التايمز اللندنية فلا تنشر خبرًا يشوبه الشك أو تعالج حدثًا إلا من الناحية الموضوعية، كما أخذت على نفسها أن تكون اللسان الرسمي للحكومة المصرية -حكومة أي حزب- وإن لم يمنع ذلك من فتح صدرها وصفحاتها للمعارضة بين آن وآخر.


١ يراجع في تاريخ جريدة المصري رسالة الماجستير التي وضعتها سهير إسكندر راغب فهمي في فترة من حياة الجريدة، ولم تطبع بعد وكذلك رسالة الدكتوراة التي وضعتها الدكتورة مهما محمد كامل الطرابيشي "دور الصحافة المصرية في التمهيد لثورة ٢٣ يوليو ١٩٤٢ - ١٩٥٢" وهي لم تطبع بعد، وهاتان الرسالتان بحثان شائقان وممتازان لمن يعني بمثل الدراسات.
٢ يرجع في تاريخ أخبار اليوم إلى كتاب "شارع الصحافة" لمي شاهين وكتاب ثورة في الصحافة للدكتور سامي عزيز وكتاب وسائل الاتصال -نشأتها وتطورها للدكتور خليل صابات، ففي هذه الكتب دراسات ممتعة عما كان للصحيفة من مواقف سياسية واجتماعية، فضلًا عن بيان الجديد الذي أدخله صاحباها على الصحافة المصرية من فنون الإخراج والعرض وغير ذلك مما أطلقوا عليه الفن الصحفي.

<<  <   >  >>