من خطرها اتجاه المسئولين في مجلس الشيوخ والنواب إلى تحديد الملكية بخمسين فدانًا وهي دعوة اشتراكية، وكلتا الدعوتين خبت جذوتهما بعد حين، ولكن إلى حين.
وقد استجابت الحكومات المتعاقبة من سنة ١٩٤٠ إلى سنة ١٩٥٢ إلى تحقيق كثير من الأهداف والقوانين التي دعت إليها الصحف ومحرروها، سواء من كتابها أو من المصاحفين١ الذين كانت لهم مقالات وبحوث غاية في الدقة والامتياز.
وكانت حكومة الوفد من ١٩٥٢ - ١٩٤٤ أو حكومته من ١٩٥٠ - ١٩٥٢ أكثر الحكومات استجابة للتيارات الجديدة، بل كانت القوانين التي صدرت لصالح العمال والفلاحين في فترتي حكم هذا الحزب من برامجه وأهدافه، وبذلك بشرت بها صحفه قبل أية صحيفة أخرى وخاصة جريدة المصري، بالإضافة إلى حدث خطير تم خلال حكم الوفد في ذلك الوقت، وهو مجانية التعليم التي تقررت لأبناء الشعب الذين أعجزهم الفقر عن ارتشاف مناهل العلم التي كانت وقفًا على الأغنياء أو القادرين من الطبقة الوسطى.
وقد تميز تاريخ الصحافة المصرية فيما بين سنوات ١٩٤٠و ١٩٥٢ بأحداث سياسية خطية شغلت الصحافة والرأي العام طوال هذه الفترة، ولفتت الانتباه إلى مصائر الوطن الذي تعرض بهذه الأحداث السياسية الخطيرة إلى هزات فكرية جديدة.
وكان من الأحداث التي استغرقت جهد الصحافة والصحفيين ومواقع السلطة والبرلمان بمجلسيه -الشيوخ والنواب- قضية ٤ فبراير والكتاب الأسود وحرب فلسطين ومشروع القانون الذي تقدم به إلى مجلس النواب اسطفان باسيلي عضو مجلس الشعب الحالي وإلغاء معاهدة ١٩٣٦.
١ المصاحف من يكتب للصحيفة من الخارج سواء بتكليف منها أو من عندياته مثل الأستاذ مصطفى مرعي الذي نشر في تلك الصحف مقالات نارية ضد النظام وضد الأوضاع السياسية والاقتصادية.