للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد بلغ الفساد ذروته حتى شح القوت في الأسواق، وهاجم الشعب المخابز والمطاحن وسارت المظاهرات تهتف بسقوط الإنجليز وتدعو "روميل" أن يتقدم لينقذ البلاد١.

ووجد الإنجليز أن سكوتهم على انحياز الملك للإيطاليين، ونشاط على ماهر في بث الدعاية للألمان، وقيام القصر بترتيب المظاهرات المعادية لهم، وجدوا أنه لا بد أن يغامروا بعزل الملك ثم تأليف حكومة قوية تفرض الأمن والنظام، فتقدموا إلى الملك بإنذار في ٤ فبراير ١٩٤٢ يطلبون تأليف وزارة "ائتلافية" بزعامة مصطفى النحاس.

لقد كان حسين سري قبيل أزمة ٤ فبراير مباشرة رئيسًا لمجلس الوزراء، وكان الرجل صنيعة من صنائع الإنجليز، وما كان يبرم أمرًا أو يقضي في شأن إلا بالرجوع إليهم أولًا، وكانت علاقته متوترة بالملك حتى إنه ذهب إلى السفير يشكوه ويطلب إليه في ٢٠ يناير ١٩٤٢ أن يتعاونا "لتأديب هذا الصبي وتخويفه بين آن وآخر".

وقد اجتمع رئيس الوزارة حسين سري أول فبراير ١٩٤٢ بالسفير واتفقا على أن يقدم استقالته وأن يطلب السفير من الملك أن تؤلف "وزارة ائتلافية" برئاسة النحاس باشا ويقول السفير في كتابه "وتناقشنا معًا في ترتيب هذا الموضوع"٢ وإذن فقد بدأ التدبير لحادث ٤ فبراير بين حسين سري والسير لامبسون السفير البريطاني، لا بين السفير وبين النحاس وأمين عثمان.

لقد كان النحاس في قنا عندما بدأت الأزمة، يزور ضريح سيدي


١ كان روميل قائد قوات المحور في شمال إفريقية قد تقدم فبلغ مشارف الإسكندرية ووقفه الإنجليز عند العلمين التي حدثت فيها معركة مروعة بعد عدة شهور رد فيها الإنجليز قوات المحور على أعقابها.
The Killearn Diaries ١٩٣٤- ١٩٤٢
٢ فصل سنة ١٩٤٢ طبعة ١٩٧٢.

<<  <   >  >>