الفرنجية المختلفة التي كتبت عن مصر من وجهة نظر أجنبية، وهذه الكتب عرضت عرضًا خفيفًا للصحافة المصرية والتزاماتها ومتاعبها، وتكاد هذه الكتب تجمع -والكتب الإنجليزية بالذات- على نقد الصحافة نقدًا لاذعًا، ويمثل هذه المؤلفات " Cromer" في كتابه " Modern Egypt"، أما المراجع الأجنبية الأخرى فقلما كانت تعنى بهذا التاريخ، ولم تذكر حوادثه إلا عرضًا.
وإذا كانت الكتب التي نشرت عن مصر الحديثة باللغات الأجنبية قد أشارت في غير تفصيل وفي غير احتفاء إلى الصحافة المصرية فإن الوثائق الرسمية وخاصة مكاتبات القناصل عنيت بأمور هذه الصحافة وأحداثها، وكان أقل القناصل اعتناء بشئون الصحافة المصرية القنصل الأمريكي وإن اعتمد على لومونيتور إجيبسيان، ونظيراتها من الصحف الشبه رسمية، وكذلك كان شأن القنصلين الإنجليزي والفرنسي في الكتب الزرقاء والصفراء " The Blue Books & Livres Jaunes" غير أن المعتمد البريطاني بعد الاحتلال الإنجليزي أفرد لنا في تقاريره لحكومته فصولًا قصيرة وطويلة، تصور حياتها من وجة نظر إنجليزية، وقد أصاب كاتبها أحيانًا في تقرير بعض مسائلها.
وقد عرض بعض المؤرخين للصحافة المصرية في المجلات العلمية كيعقوب أرتين باشا في مجلة المجمع العلمي سنة ١٩٠٥ حيث نشر بحثًا لا بأس به عنوانه " Etude Statistique Sur Le Presse Egyptienne" غير أن معظم ما كتب في المجلات العلمية عن صحافة مصر كان خاصًّا بالصحف الرسمية وقد أشرنا إلى ذلك في ثبت المراجع.
وأخيرًا رجعنا في تاريخ الصحافة المصرية إلى الوثائق التركية والعربية، وخاصة إذا اتصل البحث بالصحف الرسمية، وبإغفال هذه الوثائق ما كان للبحث أن يستقيم منذ نشأت الصحافة المصرية في كنف الحكومة في عهد محمد علي إلى أيام الخديو إسماعيل، وعن هذه الوثائق وضح لنا شيء كثير