والتعليمية بل والدينية أيضا، لأنها تريد دينا بلا دين، وتستعمل من أجل إنجاح هذه الإستراتيجية كل الوسائل الضاغطة من البيانات السياسية المتهمة إلى الحصار الاقتصادي إلى الصواريخ العابرة للقارات، ولسنا ببعيدين عما حدث في عالمنا العربي والإسلامي.
وأكثر من هذا فإن ثقافة العولمة تسعى إلى تهميش المؤسسات الدولية أو تحويلها إلى مؤسسات تابعة تخدم مشروعها، وليست مؤسسات لكل الدول ومن أجل مصالح الدول كلها، لقد تحول الكل الآن وأصبح الجزء هو الكل وأصبحت الدولة الواحدة هي كل العالم، وما العالم إلا محافظات خاضعة لها، وهكذا تم التضييق على منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها وخصوصا مجلس الأمن الذي حولته أو على الأقل تسعى إلى تحويله إلى مؤسسة تابعة لها. في منطق العولمة والأجهزة التي تسيرها ينبغي أن يكون الكل تابعا، ولن يسمح بالخروج على الصف وإلا كان ذلك مروقا أو إرهابا أو نحو ذلك. " ليست العولمة مجرد آلية من آليات التطور الرأسمالي بل هي أيضا - وبالدرجة الأولى - إيديولوجيا تعكس إرادة الهيمنة على العالم"(١) من خلال ترسانة من الوسائل المختلفة.
(١) محمد عابد الجابري، مجلة فكر ونقد، موقع الجابري الإليكتروني.