ولعل أبرز المتحمسين للعولمة الكاتب اللبناني على حرب الذي يعد العولمة فتحا حضاريا، وينتقد بكثير من الحدة المتحفظين على خطابها. (١)
وسيكون من الصعب أن نستعرض بالتفصيل نصوصا لمفكرين آخرين، يكفي أن نقول: إن الخطاب العربي المعاصر الإسلامي والقومي واليساري، باستثناء بعض المفكرين العلمانيين، يقف ضد مشروع العولمة ويقدمها بوصفها مشروعا استعماريا هداما ينبغي الوعي بأهدافه في الهيمنة وإلغاء الهويات والخصوصيات الذاتية.
هذا الموقف العربي يؤكد أن العولمة تمارس عنفا واضحا ضد الثقافات، عنفا لا يدخل في الحوار الحضاري الذي كان شعار الخطاب العربي المعاصر، وما يزال خطابه.
(١) علي حرب، حديث النهايات، المركز الثقافي العربي، بيروت، الدار البيضاء، وينظر خصوصا نقده لمحمد عابد الجابري.