للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حين يسعى الباحث إلى تقديم تعريف علمي للعولمة سوف لن يعثر على تعريف يطمئن إليه، ويتخذه مبدأ بحثه، على الرغم من الاستعمال الواسع لهذا المصطلح إلى درجة أصبح فيها مهيمنا على الكتابات السياسية والاقتصادية والإعلامية، فقد أصبح المصطلح نفسه مهيمنا، كما تسعى العولمة إلى الهيمنة، فالمؤسسات الغربية لم تستقر على تعريف موحد، أو أنها لا تريد ذلك، مع أنها تقدم تحديدات لأهداف النظام العالم الجديد الذي تعد العولمة وسيلة تطبيقه، وقد أحس بهذا الغموض والتضليل بعض الكتاب الغربيين، فقد كتب جيدنز: "نظرا لشعبية مصطلح العولمة، يجب ألا يفاجئنا عدم وضوحه في جميع الأحوال أو ما هو رد الفعل الذي تشكل ضده " (١) . وما يقدم تعريفا للعولمة إنما هو تجميع لأفكار متناثرة من هنا وهناك، ترد أحيانا على ألسنة الرؤساء وأصحاب النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي في العالم، ذلك أن العولمة أيضا هي مشروع لم يتم تشكيله بعد، فهو في طور التشكل المتواصل وقد يخضع للتغير في أية لحظة حسب التغيرات التاريخية، وحسب ردود أفعال المجتمعات الأخرى، ولكن هذا لا يعني أن الفكرة الجوهرية للعولمة غير معروفة. إنها معروفة، ولكن أصحابها


(١) أنطوني جيدنز. عالم جامح. ترجمة عباس كاظم وحسن ناظم. المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء بيروت. ط١. ٢٠٠٣. ص. ٢٦.

<<  <   >  >>