يرفضون البوح بها، حتى تظل عيوبها وأهدافها البعيدة مجهولة. ويعود أمر غياب التعريف المحدد للعولمة في اعتقادي إلى كونها مقولة يود أصحابها إبقاءها بعيدا عن الفهم الكامل والصحيح وتقديمها في بعض مظاهرها الاقتصادية والإعلامية الإيجابية، حتى تظل سرا من جهة، ومن جهة ثانية حتى يتركوا فرصة للمجتمعات الأخرى لتعطيها المفهوم الذي تتصوره لتظهر وكأنها انبثقت من داخل هذه المجتمعات ولم ترد إليها من خارجها، وهذا أسوأ أشكال الاستعمار الفكري كما يشرحه مالك بن نبي في كتابه الصراع الفكري. فتصبح العولمة في هذه الحالة عولمة ذاتية وهذه أخطر أنواع العولمة. لأن المجتمعات تتصور أنها تطور طبيعي في حركتها بينما هي قد سيقت مجبرة إليها.