أخرى لرسالة الرحالة العربي غير التي نعرف، رغم أن كريكتون يريد الايحاء، بأسلوب ملتو، بأن عمله قائم على مخطوطة من مخطوطاتها. في هذا الإيحاء ثمة لعبة روائية بارعة، لا تمتّ بصلة للبحث الرصين. وهو ما يفعله كريكتون بمهارة فائقة أربكت د. غيبة وآخرين من أساتذة الجامعات (كالدكتور عبد الله إبراهيم) حتى حسب كلامه دقيقا وعلميا وموثقا.
لنقل في البدء كلمة عن الروائي: إنه الإمريكي (جون) ميكائيل كريكتون، روائي وسينمائي مولود سنة ١٩٤٢. أنهى دراسته في جامعة هارفارد، ثم تنقل بين دراسة الأنثروبولوجي والبيولوجي، وكرّس نفسه في نهاية المطاف للكتابة. أصدر العديد من الدراسات الأدبية وكتب العديد من الأفلام السينمائية التي أخرج أو أنتج قسما منها بنفسه. كما كتب العديد من الروايات الخيالية أو المستمدّة من مادة تاريخية وكان بعضها من الكتب الأكثر مبيعا في إمريكا:
The Andromeda Strain- ١٩٦٩
) و (The Terminal Man -١٩٧٢) و The Great) وهي الرواية التي تعنينا هنا (Eaters of the Dead -١٩٧٦) و (Train Robbery -١٩٧٥ و -Rising Sun) و (Jurassic Park -١٩٩٠) و (Sphere -١٩٨٧) و (Congo -١٩٨٠) و (Airframe -١٩٩٦) و (The Lost World -١٩٩٥) و (Disclosure -١٩٩٣) و ١٩٩٢) و، (Timeline -١٩٩٩) وغير ذلك «٦» .
يكتب كريكتون رواية تاريخية لا أكثر ولا أقلّ، ويشير إلى ذلك في الغلاف الثاني من كتابه. إنها رواية خيال Fiction تاريخية على نمط روايات أمين معلوف (ليون الإفريقي، على سبيل المثال) . لكن خلافا لمعلوف الذي يهتم كثيرا بالتفاصيل التاريخية ويصوغ وفق مخطط روائي متخيل، فإن كريكتون يجمع القليل جدا من التفاصيل المستلهمة عرضا عن بطله ابن فضلان، ويصوغ الباقي كلّه وفق مخطط روائي مختلق بالتمام.
على أنه يستخدم حيلة روائية مدهشة وهي أنه يكتب مقدمة تعريفية شبه جادة