حتى يرتحل، ومتى مات التركي عند صديقه المسلم، واجتازت القافلة وفيها صديقه قتلوه وقالوا: أنت قتلته بحبسك إياه ولو لم تحبسه لما مات، وكذلك إن سقاه نبيذا فتردّى «١٤٤» من حائط «١٤٥» قتلوه به، فإن لم يكن في القافلة عمدوا «١٤٦» إلى أجلّ من فيها فقتلوه.
وأمر اللواط عندهم عظيم جدا. ولقد نزل على حي كوذركين- وهو خليفة ملك الترك- رجل من أهل خوارزم، فأقام عند ضيف له مدة في ابتياع غنم، وكان للتركي ابن أمرد «١٤٧» ، فلم يزل الخوارزمي يداريه «١٤٨» ويراوده «١٤٩» عن نفسه حتى طاوعه على ما أراد، وجاء التركي فوجدهما في بنيانهما «١٥٠» فرفع التركي ذلك إلى كوذركي فقال له: اجمع الترك. فجمعهم، فلمّا اجتمعوا قال للتركي: بالحقّ تحب أن أحكم أم بالباطل؟ قال: بالحق قال: أحضر ابنك. فأحضره فقال: يجب عليه وعلى التاجر أن يقتلا جميعا، فامتعض التركي من ذلك وقال: لا أسلّم ابني فقال: فيفتدي التاجر نفسه، ففعل ودفع للتركي غنما للفعل «١٥١» بابنه، ودفع إلى كوذركين أربعمائة شاة لما رفع عنه، وارتحل عن بلد الترك، فأول من لقينا من ملوكهم ورؤسائهم ينال الصغير «١٥٢» وقد كان أسلم فقيل له: إن أسلمت لم ترأسنا، فرجع عن إسلامه، فلمّا وصلنا إلى الموضع الذي هو فيه قال: لا أترككم تجوّزون لأن هذا شيء ما سمعنا به