فعبرنا يغندي «١٩٨» على هذه الصّفة التي ذكرنا، ثم عبرنا بعد ذلك نهرا يقال له جام «١٩٩» في السّفر أيضا، ثم عبرنا جاخش «٢٠٠» ثم أذل «٢٠١» ثم أردن «٢٠٢» ثم وارش «٢٠٣» ثم أختي «٢٠٤» ثم وتبا «٢٠٥» وهذه كلّها أنهار كبار.
ثم صرنا بعد ذلك إلى البنجاك «٢٠٦» وإذا هم نزول على ماء شبيه بالبحر غير جار وإذا هم سمر شديد والسّمرة، وإذا هم محلّقو اللحى فقراء، خلاف الغزية، لأنّي رأيت من الغزية من يملك عشرة آلاف دابّة ومئة ألف رأس من الغنم، وأكثر ما ترعى من الغنم ما بين الثلج تبحث بأظلافها تطلب الحشيش، فإذا لم تجده قضمت الثلج فسمنت غاية السّمن، فإذا كان الصّيف وأكلت الحشيش هزلت، فنزلنا على البجناك يوما واحدا ثم ارتحلنا فنزلنا على نهر جيخ «٢٠٧» وهو أكبر نهر رأيناه وأعظمه وأشدّه جرية، ولقد رأيت سفرة انقلبت فيه فغرق من كان فيها وذهبت رجال كثير من الناس وغرقت عدّة جمال ودوابّ ولم نعبره إلا بجهد.