ثم سرنا أياما وعبرنا نهر جاخا «٢٠٨» ثم بعده نهر أرخز «٢٠٩» ثم باجاغ «٢١٠» ثم سمور «٢١١» ثم كنال «٢١٢» ثم نهر سوخ «٢١٣» ثم نهر كنجلو «٢١٤» .
ووقفنا في بلد قوم من الأتراك يقال لهم الباشغرد «٢١٥» فحذّرناهم أشدّ الحذر، وذلك أنّهم شرّ الأتراك وأقذرهم وأشدّهم إقداما على القتل، يلقى الرّجل الرّجل فيفزّر «٢١٦» هامته ويأخذها ويتركه. وهم يحلقون لحاهم، ويأكلون القمل، يتتبّع الواحد منهم درز «٢١٧» قرطقه «٢١٨» فيقرض القمل بأسنانه. ولقد كان معنا منهم واحد قد أسلم، وكان يخدمنا، فرأيته وجد قملة في ثوبه فقصعها «٢١٩» بظفره، ثمّ لحسها وقال لما رآني: جيد.
وكلّ واحد منهم ينحت خشبة على قدر الإحليل ويعلّقها عليه، فإذا أراد سفرا أو لقاء عدوّ قبّلها وسجد لها وقال: يا رب افعل بي كذا وكذا. فقلت للتّرجمان: سل بعضهم ما حجّتهم في هذا ولم جعله ربّه؟ قال: لأني خرجت من مثله فلست أعرف لنفسي خالقا غيره.
ومنهم من يزعم أنّ له اثني عشر ربّا: للشتاء ربّ وللصيّف ربّ وللمطر ربّ وللريح