تطروني «٢٤١» كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنّما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله. «فقال لي: فكيف يجوز أن يخطب لي؟ قلت: باسمك واسم أبيك. قال:
إن أبي كان كافرا ولا أحبّ أن أذكر اسمه على المنبر وأنا أيضا فما أحب أن يذكر اسمي إذ كان الذي سمّاني به كافرا، ولكن ما اسم مولاي أمير المؤمنين؟ فقلت:
جعفر. قال: فيجوز أن أتسمّى باسمه؟ قلت: نعم قال: قد جعلت اسمي جعفرا واسم أبي عبد الله، فتقدّم إلى الخطيب بذلك. ففعلت.
فكان يخطب له: اللهم وأصلح عبدك جعفر بن عبد الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين.
ولمّا كان بعد قراءة الكتاب وإيصال الهدايا بثلاثة أيام بعث إليّ، وقد كان بلغه أمر الأربعة آلاف دينار وما كان من حيلة النصرانيّ في تأخيرها، وكان خبرها في الكتاب. فلمّا دخلت إليه أمرني بالجلوس، فجلست ورمى إليّ كتاب أمير المؤمنين، فقال: من جاء بهذا الكتاب؟ قلت: أنا. ثم رمى إليّ كتاب الوزير، فقال: وهذا أيضا؟ قلت: أنا. قال: فالمال الذي ذكر فيهما ما فعل به؟ قلت: تعذّر جمعه وضاق الوقت وخشينا فوت الدّخول فتركناه ليلحق بنا. فقال: إنّما جئتم بأجمعكم وأنفق عليكم مولاي ما أنفق لحمل هذا المال إليّ حتّى أبني به حصنا يمنعني من اليهود الذين قد استعبدوني، فأمّا الهدية فغلامي قد كان يحسن أن يجيء بها. قلت: هو