ورأيت النّهار عندهم طويلا جدا، وإذا أنّه يطول عندهم مدة من السّنة ويقصر اللّيل ثم يطول الليل ويقصر النهار، فلمّا كانت اللّيلة الثانية جلست خارج القبّة، وراقبت السّماء، فلم أر من الكواكب إلا عددا يسيرا ظننت أنّه نحو الخمسة عشر كوكبا متفرّقة، وإذا الشفق الأحمر الذي قبل المغرب لا يغيب بتة، وإذا اللّيل قليل الظّلمة يعرف الرّجل الرّجل فيه من أكثر من غلوة سهم «٢٥٥» .
قال:
ورأيت القمر لا يتوسّط السّماء بل يطلع في أرجائها ساعة ثمّ يطلع الفجر فيغيب القمر. وحدّثني الملك أنّ وراء بلده بمسيرة ثلاثة أشهر قوم يقال لهم ويسو «٢٥٦» ، اللّيل عندهم أقلّ من ساعة.
قال:
ورأيت البلد عند طلوع الشّمس يحمرّ كلّ شيء فيه من الأرض والجبال وكلّ شيء ينظر الإنسان إليه حين تطلع الشّمس كأنّها غمامة كبرى، فلا تزال الحمرة كذلك حتّى تتكبّد السماء. وعرّفني أهل البلد أنّه إذا كان الشتاء عاد اللّيل في طول النّهار وعاد النّهار في قصر اللّيل حتّى إنّ الرجل منّا ليخرج إلى موضع يقال له إتل «٢٥٧» - بيننا وبينه أقلّ من مسيرة فرسخ- وقت طلوع الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى