للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقت طلوع الكواكب كلّها حتّى تطبق السماء «٢٥٨» . فما برحنا من البلد حتّى امتدّ اللّيل وقصر النهار.

ورأيتهم يتبرّكون بعواء الكلاب جدا ويفرحون به ويقولون: سنة خصب وبركة وسلامة.

ورأيت الحيّات عندهم كثيرة حتّى إنّ الغصن من الشجرة لتلتفّ عليه العشرة منها والأكثر ولا يقتلونها ولا تؤذيهم، حتى لقد رأيت في بعض المواضع شجرة طويلة يكون طولها أكثر من مئة ذراع، وقد سقطت وإذا بدنها عظيم جدا فوقفت أنظر إليه إذ تحرّك فراعني ذلك وتأمّلته فإذا عليه حيّة قريبة منه في الغلظ والطول فلمّا رأتني سقطت عنه وغابت بين الشجر فجئت فزعا فحدّثت الملك ومن كان في مجلسه فلم يكترثوا لذلك وقال: لا تجزع فليس تؤذيك. ونزلنا مع الملك منزلا، فدخلت أنا وأصحابي تكين وسوسن وبارس ومعنا رجل من أصحاب الملك بين الشجر، فرأينا عودا صغيرا أخضر كرقّة المغزل وأطول، فيه عرق أخضر، على رأس العرق ورقة عريضة مبسوطة على الأرض مفروش عليها مثل النّابت فيها حب، ولا يشكّ من يأكله أنّه رمّان أمليسي «٢٥٩» فأكلنا منه فإذا به من اللّذّة أمر عظيم فما زلنا نتبعه ونأكله.

ورأيت لهم تفاحا أخضر شديد الخضرة وأشدّ حموضة من خلّ الخمر وتأكله

<<  <   >  >>