إلى البلد، سألت الملك عنه، فقال: نعم قد كان في بلدنا ومات ولم يكن من أهل البلد ولا من الناس أيضا، وكان من خبره أن قوما من التّجار خرجوا إلى نهر إتل، وهو نهر بيننا وبينه يوم واحد كما يخرجون، وهذا النهر قد مد وطغى ماؤه فلم أشعر يوما إلا وقد وافاني جماعة من التجار فقالوا: أيها الملك، قد قفا «٢٩٣» على الماء رجل إن كان من أمة تقرب منّا فلا مقام لنا في هذه الديار، وليس لنا غير التحويل «٢٩٤» .
فركبت معهم حتّى صرت إلى النهر فإذا أنا بالرجل وإذا هو بذراعي اثنا عشر ذراعا وإذا له رأس كأكبر ما يكون من القدور وأنف أكثر من شبر وعينان عظيمتان وأصابع تكون أكثر من شبر شبر، فراعني أمره وداخلني ما داخل القوم من الفزع وأقبلنا نكلّمه ولا يكلّمنا بل ينظر إلينا «٢٩٥» ، فحملته إلى مكاني وكتبت إلى أهل ويسو وهم منا على ثلاثة أشهر أسألهم عنه فكتبوا إليّ يعرّفونني أنّ هذا الرجل من يأجوج