ومأجوج «٢٩٦» وهم منا على ثلاثة أشهر عراة، يحول «٢٩٧» بيننا وبينهم البحر لأنّهم على شطّه، وهم مثل البهائم ينكح بعضهم بعضا يخرج الله عزّ وجلّ لهم كلّ يوم سمكة من البحر فيجيء الواحد منهم ومعه المدية «٢٩٨» فيجزّ منها قدر ما يكفيه ويكفي عياله، فإن أخذ فوق ما يقنعه اشتكى بطنه وكذلك عياله يشتكون بطونهم وربّما مات وماتوا بأسرهم، فإذا أخذوا منها حاجتهم انقلبت ووقعت في البحر، فهم في كلّ يوم على ذلك.
وبيننا وبينهم البحر من جانب والجبال محيطة بهم من جوانب أخر والسدّ أيضا قد حال بينهم وبين الباب الذي كانوا يخرجون منه فإذا أراد الله عزّ وجلّ أن يخرجهم إلى العمارات سبّب لهم فتح السدّ ونضب البحر وانقطع عنهم السّمك.
قال: فسألته عن الرجل فقال: أقام عندي مدة فلم يكن ينظر إليه صبيّ إلا مات ولا حامل إلا طرحت حملها، وكان إن تمكّن من إنسان عصره بيديه حتى يقتله.
فلمّا رأيت ذلك علّقته في شجرة عالية حتى مات، إن أردت أن تنظر إلى عظامه ورأسه مضيت معك حتى تنظر إليها. فقلت: أنا والله أحبّ ذاك. فركب معي إلى غيضة كبيرة فيها شجر عظام فتقدّمني إلى شجرة سقطت عظامه ورأسه تحتها فرأيت رأسه مثل القفير «٢٩٩» الكبير وإذا أضلاعه أكبر من عراجين النخل «٣٠٠» وكذلك عظام ساقيه وذراعيه فتعجّبت منه، وانصرفت.