للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وارتحل الملك من الماء الذي يسمى خلجة إلى نهر يقال له جاوشيز «٣٠١» فأقام به شهرين، ثمّ أراد الرحيل فبعث إلى قوم يقال لهم «سواز» «٣٠٢» يأمرهم بالرحيل معه فأبوا عليه وافترقوا فرقتين: فرقة مع ختنه وكان قد تملّك عليهم واسمه «ويرغ» «٣٠٣» فبعث إليهم الملك وقال: إن الله عزّ وجلّ قد منّ عليّ بالإسلام وبدولة أمير المؤمنين، فأنا عبده وهذه الأمة قد قلدتني فمن خالفني لقيته بالسيف وكانت الفرقة الأخرى مع ملك من قبيلة يعرف بملك اسكل «٣٠٤» وكان في طاعته إلا أنه لم يكن داخلا في الإسلام. فلما وجّه إليهم هذه الرسالة خافوا ناحيته فرحلوا بأجمعهم معه إلى نهر جاوشيز، وهو نهر قليل العرض يكون عرضه خمسة أذرع وماؤه إلى السرة وفيه مواضع إلى الترقوة «٣٠٥» وأكثره قامة وحوله شجر كثير من الشجر الخدنك «٣٠٦» وغيره، وبالقرب منه صحراء واسعة يذكرون أن بها حيوانا دون الجمل في الكبر وفوق الثور رأسه رأس جمل وذنبه ذنب ثور وبدنه بدن بغل وحوافره مثل أظلاف الثور، له في وسط رأسه قرن واحد غليظ مستدير كلما ارتفع دق حتى يصير مثل سنان الرمح، فمنه ما يكون طوله خمسة أذرع إلى ثلاثة أذرع إلى أكثر وأقل يرتعي «٣٠٧» ورق الشجر جيد الخضرة إذا رأى الفارس قصده، فإن كان تحته جواد أمن منه بجهد وإن لحقه أخذه من ظهر دابته بقرنه ثم زجّ «٣٠٨» به في الهواء واستقبله بقرنه فلا يزال كذلك حتى يقتله.

<<  <   >  >>