ولا يعرض للدابة بوجه ولا سبب وهم يطلبونه في الصحراء والغياض حتى يقتلوه، وذلك أنهم يصعدون الشجر العالية التي يكون بينها، ويجتمع لذلك عدة من الرماة بالسهام المسمومة فإذا توسطهم رموه حتى يثخنوه ويقتلوه.
ولقد رأيت عند الملك ثلاث طيفوريات «٣٠٩» كبار تشبه الجزع اليماني «٣١٠» عرفني أنها معمولة من أصل قرن هذا الحيوان، وذكر بعض أهل البلد أنه الكركدن «٣١١» .
قال: وما رأيت منهم إنسانا يحمر بل أكثرهم معلول وربما يموت أكثرهم بالقولنج «٣١٢» حتى إنه ليكون بالطفل الرضيع منهم، وإذا مات المسلم عندهم أو زوج المرأة الخوارزمية غسلوه غسل المسلمين، ثم حملوه على عجلة تجرّه وبين يديه مطرد «٣١٣» حتى يصيروا به إلى المكان الذي يدفنونه فيه، فإذا صار إليه أخذوه عن العجلة وجعلوه على الأرض، ثم خطوا حوله خطا ونحوه ثم حفروا داخل ذلك الخط قبره وجعلوا له لحدا ودفنوه، وكذلك يفعلون بموتاهم.
ولا تبكي النساء على الميت، بل الرجال منهم يبكون عليه يجيئون في اليوم الذي مات فيقفون على باب قبته فيضجون بأقبح بكاء يكون وأوحشه.
هؤلاء للأحرار فإذا انقضى بكاؤهم وافى العبيد ومعهم جلود مضفورة «٣١٤» فلا يزالون يبكون ويضربون جنوبهم وما ظهر من أبدانهم بتلك السيور حتى تصير في أجسادهم مثل ضرب السوط، ولا بد من أن ينصبوا بباب قبته مطردا ويحضروا سلاحه فيجعلونها حول قبره، ولا يقطعون البكاء سنتين.
فإذا انقضت السنتان حطّوا المطرد وأخذوا من شعورهم، ودعا أقرباء الميت دعوة