لامتيار «١» الملح والأشنان والقلى وكان يسكنها قبائل من ربيعة ومضر أهل خيل وغنم وإبل قليلة وأكثرهم متّصلون بالقرى وبأهلها فهم بادية حاضرة فدخل عليهم فى هذا الوقت من بطون قيس عيلان الكثير من بنى قشير وعقيل وبنى نمير وبنى كلاب فأزاحوهم عن بعض ديارهم بل جلّها وملكوا غير بلد وإقليم منها كحرّان وجسر منبج والخابور والخانوقة وعرابان وقرقيسيا والرحبة فى أيديهم يتحكّمون فى خفائرها ومرافقها، (٢٥) والزابيان نهران عظيمان كبيران إذا جمعا كانا كنصف دجلة وأكثر وهما من شرقيّها ومخرجهما من الجبال التى بين نواحى اذربيجان متسرّبة من أقتار ارمينيه ونواحى اذربيجان من جنوبيّها وبين ذين النهرين مراع كثيرة وبلاد كانت الضياع بها ظاهرة والسكّان بها الى عن قريب على حال صالحة وافرة فتكاثرت عليهم البوادى واعتورتهم الفتن فصارت قفارا من السكّان يبابا بعد العمران وهى فى الشتاء متشاتى للأكراد الهذبانيّة «١٣» ومصائف لبنى شيبان، (٢٦) ومدينة تكريت على غربىّ دجلة وأكثر أهلها نصارى مطلّة على جبل عظيم شاهق وعلى ظهر هذا الجبل منها الموضع المعروف بالقلعة وكانت حصنا ذا مساكن ومحالّ يشملها [٦٧ ظ] سور حصين وهى قديمة أزليّة وتجمع سائر فرق النصارى وبها من البيع والأديرة القديمة التى تقارب عهد عيسى عليه السلم وأيّام الحواريّين لم تتغيّر أبنيتها «١٨» وثاقة وجلدا ومن أعظم بيعة بها محلّا وأقدمها بيعة الخضراء، وأبنيتهم بالجصّ والحجر والآجرّ والحصى «٢٠» ، ومن أسفل تكريت يشقّ نهر الدجيل الآخذ من دجلة على بعض مساكن تكريت وفى فنائها مارّا الى سواد سرّ من رأى فيعمره الى بغداذ، (٢٧) وعانة مدينة صغيرة فى وسط الفرات يطوف بها خليج من