للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله المسؤولُ المرجو الإجابة أن يُحسِنَ إلى الأخ [علاء الدِّين] (١) في الدُّنيا والآخرة، وينفع (٢) به، ويجعله مباركًا أينما كان. فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحُه لكلِّ من اجتمع به، قال الله -تعالى- إخبارًا عن المسيح [عليه السلام]: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ﴾ [مريم: ٣١] أي معلمًا للخير، داعيًا إلى ألله، مذكرًا به، مرغبًا في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحِقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في المَاجَرَيَاتِ (٣)، ويفسد القلب. وكل آفة (٤) تدخل على العبد، فسببها ضياعُ [الوقت] (٥) وفساد القلب، وتعود بضياع [حظه] (٦) من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا


(١) في الأصل (علاهن)، وفي ب (علام الدين)، والمثبت من ج، و د، وانظر الكلام عن هذه الألقاب في قسم الدراسة، ص ٢١.
(٢) في ج (وأن ينفع).
(٣) (الماجرَيات): كلمة مُحدثة، وهي الحوادث والأمور التي جرت أو تجري، مأخوذة من قولهم: جرى ما جرى، ويقال: كانت بينهم مناظرات وماجريات يطول شرحها. (انظر: الهادي إلى لغة العرب، حسن سعيد الكرمي ١/ ٣٢٣).
(٤) في ب (وكلافة) بدل (وكل آفة).
(٥) في الأصل (القلب) وهو خطأ، والمثبت من ب، و ج.
(٦) في الأصل (حقه) وهو خطأ فادح من الناسخ؛ فإن الحقوق عند الله لا تضيع، والمثبت من ب، و ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>