للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكون الله ورسوله والدار الآخرة والجنة ونعيمها أحب إليه من هذه الشهوات (١)، ويَعلم أنه [لا يُمكنه] (٢) الجمع بينهما، فيؤثر أعلى المحبوبين على أدناهما، وإما أن يحصل له عِلْمُ ما يترتب على إيثار هذه الشهوات من المخاوف والآلام التي أَلَمُها أشدُّ من ألم فوات هذه الشهوات وأبقى. فإذا تمكن من قلبه هذان العِلْمَان أنتجا له إيثار ما ينبغي إيثاره، وتقديمه على ما سواه (٣)؛ فإنَّ خاصة (٤) العقل: إيثار أعلى المحبوبين على أدناهما (٥)، واحتمال أدنى المكروهين ليتخلص به من أعلاهما (٦).

وبهذا الأصل تَعْرِفُ عُقول الناس، وَتُمَيِّزُ بين العاقل وغيره (٧)، وَيَظهَرُ تفاوُتُهم في العقول (٨). فأين (٩) عقل من آثر لذة عاجلة


(١) (فيكون الله) إلى (الشهوات) ساقط من ج.
(٢) في الأصل (لا يمكن) والمثبت من ب، و ج.
(٣) من قوله: (ويعلم أنه) إلى (ما سواه) ورد في ج بما يشبه التفسير له، ونصه: (فإذا تمكن من قلبه أنه، يمكنه الجمع بين هذه الشهوة وبين لذة الآخرة، وعلم ما يترتب عليهما من الآخرة التي هي أشد من ألم الصبر عن هذه الشهوات فهذان العلمان ينتجان إيثار ما ينبغي له إيثاره).
(٤) في ب، و ج (خاصة).
(٥) (على أدناهما) ساقطة من ج.
(٦) زاد ابن القيم هذا الكلام بيانًا في الداء والدواء (ص ٣١٠).
(٧) في ج (وتميز العاقل من غيره).
(٨) (ويظهر تفاوتهم في العقول) ساقطة من ج.
(٩) في ب زيادة (من).

<<  <  ج: ص:  >  >>