به أمرتنا سورة العصر فاشكروا ... لمولاكمو ماجاءكم من أياديه
فعضوا عليها بالنواجذ واصبورا ... فقد فرق الناس الكلام بما فيه
ففيه الدواهي القاتلات لأهلها ... وكم فيه من داء يعز مداويه
فكم مقصد نحو المقاصد مظلم ... وكم موقف نحو المواقف يخزيه
كذلكم الغايات غاية بحثها ... شكوك بلا شك ومن غير تمويه
فيا حبذا القرآن كم من أدلة ... حواها لتوحيد وعدل وتنزيه
فماكان في عصر الرسول وصحبه ... سواه دليلا قاهرا لأعاديه
فلا تأخذوا إلا مقالته التي ... تنادي إلى دار النعيم دواعيه
عسانا نلبي من دعانا إلى الهدى ... ننال غدا من ربنا ما ترجيه
وما خلتموه مشكلا متشابها ... فقولوا وكلناه إلى علم باريه
وقف عند لفظ الله والراسخون قل ... هو المبتدا ما بعده خير فيه
وفيه لدينا فوق عشرين حجة ... ولا يستطيع النظم شرح معانيه
فقد ضل بالتأويل قوم جهالة ... ويعرف ذا النقاد من غير تنبيه
فعطل أقوام وجسم فرقة ... وفاز امرؤ ما حام حول مبانيه
أتى كل ما فيه من الأمر تاركا ... ومجتنبا إتيانه لنواهيه
وقدصبر الكشاف جل كلامه ... تعالى مجازا فاحذروا من دواهيه
وفيه يالله در كلامه ... مباحث تفي كل داء وتشفيه
خذوا واتركوا منه وكل مؤلف ... كذلك فيه ما يروج وما فيه
وليس سوى الرحمن يجذب عبده ... إلى كل ما يرضيه منه ويهديه
أقيموا على باب الكريم وداوموا ... على قرعه فهو المجيب لداعيه
ودونكم نصحا أتى في إجازة ... ودأبي نشر العلم مع نصح أهليه
ولا تتركوني من دعائكمو عسى ... عسى دعوة تشفي الفؤاد وتحييه
وتهدي إلى حسن الختام فإنه ... مناي الذي أدعو به وأرجيه
وأحمد ربي كل حمد مصليا ... على أحمد والآل أقمار ناديه
ورض على أصحاب أحمد متبعا ... لتابعهم أهل الحديث وراويه