للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضاً في التوراة في قصة الطوفان: "إنه لما نظر بنو الله إلى بنات الناس [حسانا] ١ جدا شغفوا بههن فنكحوا منهن ما أحبوا واختاروا فلولدوا جبابرة مذكورين / (١/٧٩/أ) فأفسدوا فقال الله: لا تحل عنايتي على هؤلاء القوم"٢.

قال المؤلِّف: أراد بأبناء الله أولاد القتيل من بني آدم وهو هابيل، وأراد ببنات الناس بنات القاتل وهو قابيل، وكُنَّ [حسانا] ٣ جدا فصروا قلوبهن عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام، وقد سمَّى الله أولاد الصلحاء من عباده أبناء له إذ كانوا أولياءه وأبناء وليه وصفيه الشهيد. فدلّ على ما قلناه من تسمية الولي في شرع أهل الكتاب ابناً والمربِّي له أباً ومنعماً، وذلك لا خفاء به عندهم، والدليل على ذلك من المزامير قول الله: "يا داود أنت ابني حبيبي"٤، وذلك يقضي بمساواته المسيح إذ يقول له: "هذا ابني الحبيب"٥. فما نرى الإنجيل زاد المسيح على أن ساواه بداود وإسرائيل وأولاده الصلحاء من أولاد هابيل الذي قتله قابيل.

وقال في المزامير لداود أو لغيره: "أنت ابني وأنا اليوم ولدتك، سلني أعطيك"٦. وفي المزامير: "ولدتك من البطن قبل الفجر"٧.

وقال نبي الله أشعيا في نبوته حاكياً عن الله: "توصوا بني في أبنائي وبناتي"٨. يريد ذكور عباده / (١/٧٩/ب) الصالحين وإناثهم.


١ في ص (حسان) والصواب ما أثبته.
٢ تكوين ٦/١-٤، وفي ش: في التوراة لما نظر بنو اللهم، اللام مفخمة وهو عبارة عن اسم الله تعالى.
٣ في ص (حسان) والصواب ما أثبته.
٤ متى ٣/١٧، مرقس ٩/٧.
٥ مزمور ٢/٧.
٦ مزمور ٢٢/٩، ١١٠/٣.
٧ سفر أشيعا ٤٣/٦.
٨ سفر أشعيا ١/٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>