للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦- موضع آخر:

قال يوحنا في خاتمة إنجيله: "لقد فعل يسوع أموراً كثيرة لو أنها كتبت واحدة/ (١/١٠٤/ب) واحدة لم يسمعها العالم صحفاً مكتوبة"١.

وهذا - لعمرك - من الكذب الذي لا يتجانبه على البوح به إلاّ من أنسل من الحجا واعتزى إلى الحماقة ولجأ، إذ العالم أوسع أكنافاً وأبعد أطرافاً من أن يضيق عن أوراق تتضمن معجزات نبيّ وآيات رسولٍ، وهذا الواضح وشبهه مما يورك على النقلة فيه، وإلاّ فالحواريّون محاشون عندنا عن التفوه بالمحال.

١٧- موضع آخر:

قال يوحنا في الفصل العشرين من إنجيله: "كان التلاميذ مجتمعين في غرفة لهم يتحدّثون في قيامة المسيح فقال توما: لا أؤمن بذلك حتى أرى آثار المسامير في يديه بعيني"٢.

ولم يذكر ذلك سوى يوحنا وأغفله الباقون، والإنجيل لا يثبت بخبر واحد، وكيف أغفله الأكابر من التلاميذ وظفر به صبيّ واحد؟!.

وإنما النصارى يتعلقون بالقول الضعيف إذا وافق مقصودهم، ونحن بعون الله سنبطل دعواهم في القتل والصلب بحيث لا يبقى لهم حجّة يحتجون بها في ذلك.


١ يوحنا ٢١/٢٥، وقد ورد النّصّ كالآتي: "وأشياء أخرى صنعها يسوع أن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة". ومن الواضح أن هذا القول قائم على الظن، ومن أمهات الحقائق: "أن الظن لا يغني من الحقّ شيئاً"، ومن المؤكّد أن معجزات المسيح لو كتبت جميعها فإن العالم يسعها وزيادة.
٢ يوحنا ٢٠/١٩، ٢٠، وهذا الخبر كسابقه في أن دليل كذبه معه حيث إن اجتماع التلاميذ في مكان واحد مما تتوافر الدواعي على نقله فإذا انفرد بروايته واحد فإنه يدل على كذب نقله أو غفلة من لم ينقله، ولعدم التمكن من تمييز الصادق أو الثقة منهم فإن البطلان والفساد يسري على الجميع.

<<  <  ج: ص:  >  >>