للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وخالف ذلك الإنجيل فقال: "إذا قمتم إلى الصلاة فقولوا: يا أبانا أعطنا كلّ يوم خبزاً نأكله"١. فالأوّل ينهى عن الاهتمام بالشراب والطعام، والآخر يقول: كذا ولكنه أمر به، وهذا تكاذب عجيب، فإن الأوّل نهيٌ محضٌ، والثاني أمرٌ جزمٌ، والأمر بالشيء والنهي عنه من وجه واحد غير معقول.

٢٢- تناقض آخر:

قال الرواة: "قال يسوع: أنا وأبي واحد"٢. ثم قالوا: "قال يسوع: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم"٣.

فإن لم يحملوا الأوّل على التبليغ والسفارة وإلاّ تناقضا لا محالة؛ / (١/١٠٦/ب) إذ ذهابه إلى نفسه محال.

٢٣- فساد إنجيل يوحنا:

رووا عن يوحنا الإنجيلي أنه قال: "إن الكلمة صارت جسداً وحلَّ فينا"٤. وهم لا يعنون بالكلمة إلاّ صفة العلم أو النطق وذلك محال، إذ يلزمهم أن يكون القديم صار محدثاً والأزلي عاد زمنياً، وثار الآن عندهم عبارة عن ذات جاهلة ساكتة خرساء وتحولت الألوهية للمسيح؛ لأنه ذات كاملة بالعلم والنطق، وذلك من النصارى عزل لله عن الربوبية وإخراج عن الألوهية الكلّيّة.

قال المؤلِّف: لقد كنت أتعجب من قراءتهم في صلواتهم: "المسيح الإله الصالح الداعي الكلّ إلى الخلاص"، ومن شريعة إيمانهم حيث تقول: "المسيح إله حقّ".


١ متى ٦/٩-١١، لوقا ١١/٢، ٣.
٢ يوحنا ١٧/٢١، ٢٢.
٣ يوحنا ٢٠/١٧.
٤ يوحنا ١/١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>