للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان ست ساعات من نهار الجمعة صرخ يسوع وهو على الصليب بصوت عظيم فقال: " [ألوى ألوى لما شبقتني] ١ تفسيره (إلهي إلهي لم تركتني؟ "٢. فأخذ اليهود أسفنجة فيها خل ورفعها أحدهم إلى قصبة وسقاه وقال آخر منهم: دعوه حتى نرى من يخلصه، فصرخ يسوع وأمال رأسه وأسلم الروح٣ فأنشق جدار الهيكل وتزلزلت الأرض وانشقت الصخور وتفتحت القبور وقام كثير من القديسين من قبورهم فدخلوا المدينة المقدسة وظهوراً للناس٤، ولما كان المساء جاء رجل من الرامة يسمى يوسف فسأل القائد جسد يسوع فأمر له به فلفه يوسف بلفائفنقيه وتركه في قبر كان قد نحته في صخرة، ثم جغل على باب القبر حجراً ظيماً٥، / (١/١٢١/ب) وجاء مشائخ اليهود من الغد الذي بعد الجمعة إلى فيلاطس القائد فقالوا: يا سيد ذكرنا أن ذاك الضال كان قد قال لتلاميذه: أنا أقوم بعد ثلاثة أيام، فلو أمرت من يغلق القبر ويحرسه حتى تمضي المدّة كيلا يأتي تلاميذه ويسرقونه ثم يشيعون في الشعب أنه قد قام فتكون الضالة الثاني [شرّاً] ٦ من الأولى، فقال لهم القائد: اذهبوا وسدوا عليه وحَرِّسُوا كما تريدون، فمضوا وفعلوا ما أرادوا٧،


١ في ص (الوى الوى إيما صاصا) والمثبت من إنجيل مرقس ١٥/٣٤.
٢ هذه العبارة من رواية مرقس ١٥/٣٤.
أما رواية متى ٢٧/٤٦ فهي: "إيلي إيلي لما شبقتني. أي: إلهي إلهي لماذا تركتني؟ ". بينما لم يذكر لوقا ويوحنا هذه العبارة في إنجيلهما.
ويتساءل هنا المؤرِّخ ول ديورانت: "هل يمكن أن يكون الإيمان العظيم الذي أعاد المسيح في موقفه أمام بيلاطس". (ر: يوحنا ١٨/٣٣-٣٩) . قد انقلب في تلك اللحظات المريرة إلى شكّ أسود؟! ولعل لوقا قد رأى أن هذه العبارة لا تتّفق مع عقائد بولس الدينية فبدّلها بقوله: "يا أبتاه في يديك استودع روحي". وهي عبارة تردد صدى الفقرة الخامسة من المزمور الحادي والثلاثين ترديداً يثير الريب لما فيه من دقة". اهـ.
٣ متى ٢٧/٤٧-٥٠، مرقس ١٥/٣٥-٣٧، لوقا ٢٣/٤٦، يوحنا ١٩/٢٨-٣٠.
٤ إن الأحداث التي وقعت عقب الصلب ترويها الأناجيل بصورة متناقضة يظهر فيها الكذب والخيال الفاضح. انظر: ص ٢٢٨، لبيان التفصيل في ذلك.
٥ متى٢٧/٥٧-٦٠،مرقس ١٥/٤٢-٤٧، لوقا ٢٣/٥٠-٥٤، يوحنا ١٩/٣٨-٤٢.
٦ في ص (شر) والصواب ما أثبته.
٧ انفرد متى ٢٧/٦٢ - عن سائر الأناجيل الأخرى - بما ذكره عن طلب اليهود من بيلاطس أن يرسل حراساً لضبط القبر واستجابته لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>