أ- أنه بالنسبة لنا - نحن المسلمين - فقد ورد النّصّ الصريح من القرآن الكريم بتكذيب اليهود والنصارى فيما زعموه، فقال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} . ب- أنه لا يمكن الوثوق بالمصادر النصرانية لجهالة مؤلفي الزناجيل ومترجميها ثم عدم السند المتّصل لصحة نسبها إلى أصحابها، وقد سبق الحديث عن ذلك. ج- تناقض الأناجيل بعضها ببعض واختلافها لفظاً ومعنىً خاصة فيما يتعلق بأحداث الصلب، وهو ما بينه المؤلِّف في هذا الباب وقد سبق التعليق على بعض ذلك. د- أنه لا يلزم تصديق النصارى في ذلك؛ لأن مرجعهم إلى خبر اليهود الذين دخلوا على المسيح في البيت وادعوا القبض عليه وصلبه، وهم عدد قليل لا يبعد تواطؤهم على الكذب، ولأنهم لم يكونوا على علم بمن قتلوه حتى أكثروا رجلاً يدلهم عليه مع اشتهار أمر المسيح ووضوح دعوته عند الناس. هـ- أنه لم يحضر أحد من كاتبي الأناجيل حادثة الصلب والقتل كما هو ظاهر في الأناجيل، فخبرهم إذاً لم يكن عن أمر محسوس ومشاهد. وأن المسيح عليه السلام يجري على يديه من الآيات وخوارق العادات-التي هي من معجزاته-ما لا يستبعد معه قلب الحقائق فيما يبدو للناظر وإن كان محسوساً. ز- أن قصة صلب المسيح كحادثة وقعت أو كعقيدة تكفيراً عن الخطيئة ليست أمراً مجمعاً عليه عند جمع النصارى، فقد ورد في تاريخ موسهيم المؤرخ البروتستانتي - الذي يدرس في مدارس اللاهوت الإنجلية - أن كثيراً من فرق النصارى كانت ترفض حصول الصلب رفضاً كليّاً؛ لأن البعض منهم كان يعده إهانة لشرف المسيح ونقصاً يلحق به، والبعض الآخر كان يرفض استناداً على الأدلة التاريخية، وهؤلاء الجاحدون للصلب طوائف كثيرة منها: ١- الساطرينوسيوف ٢- والكاربوكراتيون ٣- والمركيرنيون ٤- والبارديسانيون ٥- والتاتبانيسيون ٦- والمايتسيون ٧- البارسكاليونيون ٨- واليولبيسيون ٩- والدوسيتية ١٠- المرسيونية ١١- الفلتطائيائية " اهـ. وكذلك طائفة الباسيليديون. (ر: كتاب عقيدة المسلمين في بعض المسائل النصراينة ص ٤٩، لـ دوارسيوس الفرنسي، نقلاً عن كتاب الفارق بين الخلق والمخلوق، ص ٢٨١، لـ عبد الرحمن البغدادي، (باجة ذي زادة) ، المسيح في مصادر العقائد المسيحية ص ٢٧٣-٢٧٦، مهندس أحمد عبد الوهّاب". ح- وجود أناجيل أخرى قد أنكرت صلب المسيح عليه السلام، ومنها: (إنجيل برنابا) وفيه نجاة المسيح من كيد اليهود رفعه إلى السماء حيا وأن الصلب والقتل إنما وقع على