للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

- الحجّة الرّابعة:

على حماية المسيح مما نسب إليه، قول الأناجيل: "إن المأخوذ كان قد [غُيِّرَتْ] ١ صورته وشوهت هيئته، وسيق ذليلاً وتوج من الشوك إكليلاً، وألبس أرجواناً وأبلس هوناً، وجذب وسحب وشقي وسجن ولدم وضرب، وحمل خشبته التي عليها صلب وأعنف به في سحبه، فكُرّب وما ركب".

قال يوحنا: "أُخذ في ليلة باردة من بستان بوادي الأرز، كان يخلو فيه مع تلاميذه"٢. فاجتمع في القصة ما يصحح الغلط ويرجع في النقل اللغلط، وهو أن المصلوب أخذ في حندس٣ ليل مظلم على حين فترة، فلم يصل به الشرط حتى طمست صور محاسنه لَدْماً وضرباً ونسخت سور حلاه جذباً وسحباً، فكان جميع ما جرى إنما هو على الشبه، ومع احتواش القصة بهذه الشبه لا يجزم بأنه المسيح.

فالذي نقله لوقا فيه أعظم الدلالة على إلقاء الشبه، ثم ظهور موسى وإلياء ووقوع النوم / (١/١٢٦/أ) على القوم دليل واضح على رفع المسيح إلى السماء وصونه عن أيدي الأعداء.

- الحجّة الخامسة على ما قلناه:

قال يوحنا التلميذ: "كان يسوع مع تلاميذه بالبستان، فجاء اليهود في طلبه، فخرج إليهم يسوع وقال لهم: من تريدون؟ قالوا: يسوع، وقد خفي شخصه


١ في ص (غرر) والتصويب من المحقِّق. والله أعلم.
٢ يوحنا ١٨/١.
٣ الحندس: الليل المظلم والظلمة، جممه: حنادس. (ر: القاموس ص ٦٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>