١ هذه رواية متى في إنجيله ٢٧/٥١-٥٤، ويعلّق عليها نورتن - المحامي عن الإنجيل - فيقول: "هذه الحكاية كاذبة، والغالب أن أمثال هذه الحكايات كانت رائجة في اليهود بعدما صارت أورشليم خراباً، فلعل أحداً كتب في حاشية النسخة العبرانية لإنجيل متى، وأدخلها الكُتاب في المتن، وهذا المتن وقع في يد المترجم فترجمها على حسبه". اهـ. ويدل على كذبها الأوجه الآتية: - الأوّل: إن متى ذكر بعد ذلك ٢٧/٦٢-٦٦: "إن اليهود ذهبوا إلى بيلاطس في اليوم الثاني من الصلب قائلين: يا سيد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حيّ: إني بعد ثلاثة أيام أقوم، فمُرْ بضبط القبر إلى اليوم الثالث ... ". كما قد صرّح متّى في نفس الإصحاح أن بيلاطس وامرأته كانا غير راضيين بقتله، فلو ظهرت هذه الحوادث العجيبة لما استطاع اليهود أن يتجرؤوا بالذهاب إلى بيلاطس ويقولوا بأن المسيح كان مضلاً ويطلبوا منه إقامة الحرس على قبره، لاسيما وأن بيلاطس كان غير راضٍ عن قتله منذ البداية، فإذا رأى هذه الحوادث فإنه لا بدّ أن يكذّب اليهود وينقلب عليهم، وكذلك غيره من الناس. - الثاني: إن هذه الحوادث من الآيات العظيمة التي لو ظهرت لآمن كثير من الروم واليهود على ما جرت به العادة، ألا ترى أنه لما نزل روح القدس على الحواريين - كما يزعم النصارى - وتكلموا بألسنة مختلفة تعجب الناس، وآمن نحو ثلاثة آلاف رجل كما جاء في سفر أعمال الرسل الإصحاح الثاني؟! - الثالث: إن قيام كثيرين من أجساد القديسين مناقض لكلام بولس، الذي صرح بأن المسيح عليه السلام أوّل القائمين وباكورة الراقدين. (ر: رسالة بولس إلى كورنثوس ١٥/٢٠، ٢٢، ٢٣، وفي رسالته إلى كولوسي ١/١٨) ، ر: إظهار الحقّ ص ١٥٨، ١٥٩، للشيخ رحمة الله الهندي، بتصرف يسير.