٢ في ص (تفريجاً للبرية النصارى ولا معتصماً) والصواب ما أثبته. ٣ ورد النّصّ في سفر التكوين ٤٩/١-١٢ كالآتي: "لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب، رابطاً بالكرمة جحشة وبالجنفة ابن أتانه، غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه، مسوّد العينين من الخمر ومبيض الأسنان من اللبن". قلت: الفرق واضح بين هذا النّصّ وما ذكره المؤلِّف، وقد أشار الشيخ - رحمة الله - إلى اختلاف اللفظ في عبارة: "حتى يأتي الذي له الكل". وذكر أنها موجودة في التراجم العربية للكتاب المقدس المطبوعة سنة ١٧٢٢م، ١٨٣١م، ١٨٤٤م، وأن عبارة: "الذي له الكل"، أو "الذي هو له"، ترجمة للفظ: "شيلوه"، أو "شيلون". (ر: إظهار الحق ص ٥١٨، ٥١٩) . وبناء على ذلك فإن تفسير هذه البشارة كالآتي: إنه لا تزول السلطة من بيت يهوذا والمشترع من بين رجليه أو صُلْبِه - وهو المسيح - لأنه من بيت يهوذا، فيكون ما بيَّنه في الأناجيل من الشريعة يبقى مستمراً حتى يأتي شيلون "أي: من له الأمر أو الكلّ"، فيكون الحكم والعمل على شريعته، ولم يتحقق هذا إلاّ بمجيءسيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم. وقد فسر الأستاذ عبد الأحد داود - الذي كان قسيساً فأسلم - كلمة: "شيلوه" بالرجوع إلى أصل اشتقاق هذه الكلمة في اللغة العبرية، فسرها بثلاث تفسيرات: الأوّل: "الشخص الذي له"، ويكون المعنى كالآتي: "إن الطابع الملكي المتنبئ لن ينقطع من يهوذا إلى أن يجيء الشخص الذي يخصّه هذا الطابع ويكون له خضوع الشعوب". الثاني: "المسلم، الهادئ، الوديع، الأمين". الثالث: أن كلمة شيلوه تحريف لكلمة: "شلواه"، ومعناه: الرسول أو المبعوث. ثم يقرر الأستاذ عبد الأحد أنه على أي تفسير من هذه التفسيرات الثلاثة فإنها تنطبق تماماً على نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم الذي أقام دين الإسلام ووحَّد جميع الشعوب وأزال سلطة اليهود، وهو صلى الله عليه وسلم الملقب بالأمين، وهو رسول الله الذي يتكرر إطلاق هذا اللقب عليه في القرآن الكريم وفي الأذان وفي الصلاة خمس مرات كلّ يوم. ثم يقول: فإننا مضطرون بحكم تحقق هذه الصفات في محمّد صلى الله عليه وسلم، أن نُسلِّم بأن اليهود ينتظرون عبثاً مجيء (شيلوه) آخر، وأن النصارى مصرون على خطئهم في الاعقاد أن عيسى كان هو المقصود بـ: (شيلوه". (ر: محمّد في الكتاب المقدس - عبد الأحد داود ص ٧٧-٨٥، بتصرف) .