للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قلنا لهم: فما ولد شيئاً إذ كان الابن لم يزل. وإن ولد ابناً لم يكن فالولد١ حادث مخلوق. وذلك مكذب لقول الأمانة: "إنه إله حقّ من جوهر أبيه. وإنه أتقن العوالم بيده وخلق كلّ شيءٍ".

- الوجه الثّالث: قول الأمانة في المسيح: "إله حقّ من إله حقّ من جوهر أبيه". ينقضه قول المسيح في الإنجيل وقد سئل عن يوم القيامة، فقال: "لا أعرف ذلك، ولا يعرفه إلاّ الأب وحده"٢.

فلو كان من جوهر الأب لعلم ما يعلمه الأب، لكنه إنسان حقّ من إنسان حقّ من جوهر أبيه داود. إذ سئل داود وغيره من الأنبياء عن القيامة وأشياءكثيرة فقالواكقول المسيح هذا: لا نعلم ذلك، ولا يعلمه إلاّ الله وحده.

ولو قال قائل: إن جوهر الماء من جوهر النار لكان [أحمق] ٣. فكذلك من يقول: إن جسم إنسان وهو مركب من لحم ودم٤ وشعر وظفر وأقذار وأسنان من جوهر الإله الذي يستحيل عليه هذه الأمور.

ثم لو جاز أن يكون إله يأتي من إله أوّل لجاز أن يكون ثالث من ثاني ورابع من ثالث ولما وقف الأمر على غاية. وإذ٥ أبطل / (٢/٢٩/ب) ذلك من أصله وجب الرجوع إلى قول المسيح: "إن أوّل الوصايا: الرّبّ واحد٦. وقوله في إنجيل


١ في م: قالوا. وهو خطأ
٢ مرقس ١٣/٣٢.
٣ في ص (أحمقا) والصواب ما أثبتّه.
٤ ليست في (م) .
٥ في م: وإن.
٦ متى ٢٢/٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>