للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يوحنا: "الله الإله الحقّ هو الذي أرسل يسوع المسيح١. وإلى قوله في إنجيل مرقس وغيره: "لا صالح إلاّ الله وحده"٢. وإلى أوّل الأمانة: "إن الله واحد مالك كلّ شيء صانع ما يرى وما لا يرى".

- الوجه الرّابع: قول الأمانة: "إن يسوع المسيح أتقن العوالم وخلق كلّ شيء". وذلك مناقض للإنجيل ومكذب له إذ يقول متى: "هذا مولد يسوع المسيح ابن داود"٣. ومن أتقن العوالم وخلق كلّ شيء لا يكون متأخراً عن العوالم وتكون العوالم سابقة له. ثم مِن العالَم أمه مريم فكيف يوصف بأنه خالق أمه قبل أن تلده؟ ‍‍! ومِنَ العالَم الثياب التي لُفَّ بها والمعلف الذي أَكنَّه وهو طفل والطعام الذي نمَّى أعضاءه. وذلك من الغلوّ الذي لا يخفى فساده عن لبيب.

أما كان في شيوخ الأمانة من تصفح فساد هذا الكلام قبل تسطيره؟ ألم يسمعوا إلى قول الإنجيل: "إن إبليس قال للمسيح: اسجد لي وأعطيك جميع ما في العالم وأملكك كلّ شيء"٤. وإبليس بزعمهم / (٢/٣٠/أ) من جملة مَنْ خلقه المسيح، فكيف بقي خالق العوالم محصوراً في يد بعض العَالَم يسحبه من مكان ويحول بينه وبين مراده ويطمع في تعبده له وجعله من جملة أتباعه؟!.

أعوذ بالله من العماء والضلال والغلوّ في الرجال.

- الوجه الخامس: قول الأمانة: "إن المسيح الإله الحقّ الذي خلق كلّ شيء، نزل من السماء لخلاص الناس، وتجسد من روح القدس إنساناً وحبل به وولد".


١ يوحنا ١٧/١-٣
٢ مرقس ١٠/١٨، لوقا ١٨/١٨.
٣ متي ١/١.
٤ متى ٤/٨، ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>