للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

المرشح للبتركة قد فعل كلّ واحد بصاحبه الفعل المحذور أيام الحداثة فتصادقا على ذلك. فأفسدوا على النصارى ما راموا من نصب الرجل وتوليته عليهم، وهذا أمر لا أصل له في شريعة ولا نصّ عليه ناموس؛ ولكنه شيء اختلقه الجهلة من مشائخ النصارى اختلاقاً وابتدعوه بعقولهم ابتداعاً.

٦٤- فضيحة أخرى: (٢/٧٠/ب) زاد النصارى في صومهم الكبير١ جمعة يصومونها لهرقل٢ ملك البيت المقدس. وسبب ذلك أن الفرس لما استولوا على البيت المقدس وقتلوا النصارى وهدموا الكنائس، أعانهم اليهود على ذلك وكانوا أشدّ فتكاً في النصارى من الفرس. فلما توجه هرقل إلى بيت المقدس تلقاه اليهود بالهدايا وسألوه الأمان فكتب لهم كتاباً يؤمنهم فيه على أنفسهم وأموالهم. فلما


١ ويسمى بالصوم المقدس وعدد أيامه (٥٥) ، يوماً. وهي عبارة عن الأربعين يوماً التي صامها المسيح مضافاً إليها أسبوعان: الأوّل قبل الأربعين ويسمى أسبوع الاستعداد والتهيئة للصوم الأربعيني المقدس. والأسبوع الثاني: أسبوع الآلام، ويأتي بعد الأربعين وينتهي بـ: (أحد القيامة) . ولهم مواسم للصوم كثيرة منها: صوم يوم الأربعاء. ذكرى التشاور للقبض على المسيح. وصوم يوم الجمعة ذكرى صلب المسيح - حسب زعمهم -. وصوم الميلاد، وعدد أيامه ٤٣ يوماً، ينتهي بعيد الميلاد. ويزعمون أن الصوم ليس إجبارياً عليهم وإنما هو اختياري. وميقاته تتخالف فيه فرقهم. وكيفية صومهم: هو الامتناع عن تناول الطعام مدة من النهار قد تصل على الظهر أو العصر أو الغروب - حسب مقدرة الصائم - ويتناول الصائم بعدها أطعمة خالية من الدسم غير الحيواني. (ر: المجتمع القبطي ص ٢٢٨، رياض سوريال، دائرة المعارف ١١/٧٠، بطرس البستاني، النصرانية والإسلام ص ٨٢، محمّد الطهطاوي) .
٢ هرقل (هيراكليوس) : إمبراطور الروم (٦١٠-٦٤١م) عرف عهده حروباً كثيرة مع الفرس وحرر بيت المقدس منهم سنة ٦٢٨م.
ر: قصة الحضارة ١٢/٢٩٥، فجر المسيحية ص: ٢٠٨، حبيب جرجس، المنجد في الأعلام ص:٧٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>