للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٥- فضيحة أخرى: ترك طوائف من١ النصارى النكاح المباح ورفضوا النساء ولم يروا بالتناسل وإبراز الذرية الصالحة إلى الوجود/ (٢/٧٨/أ) هذا شيء لو ما لأهم الناس عليه لانقطع التناسل وانقرض جنس الآدميين. وهذا - فاعلم - مما أحدثوه بعد المسيح وكأنهم [نَحَوْ] فيه نَحْوَ المتفلسفين من الطبائعيين.

فإن تمسكوا بقوله في الإنجيل: "من ترك زوجة من أجلي فإنه يعطي للواحد مائة ضعف ويرث الحياة الدائمة"٢.

قلنا: في الفصل كلام أسقطتموه وهو قوله: "من ترك بنين وبنات أو حقولاً فإنه يعطى"٣. وذلك مما لا نصححه عن المسيح إذ لا يجوز إجراء هذا الكلام على ظاهره، فإن الفرار عن الأولاد والأطفال وتركهم بلا كافل يكفلهم ومنفق ينفق عليهم مما لا يجوز، ومن نسب المسيح إلى الجهل بذلك فقد كفر بالمسيح.

ثم ذلك على تقدير صحّته معارض بنصّين عن المسيح؛ أحدهما: قوله في جواب الزنادقة الذين جاؤوا متعنتين له: "إن الذي زَوَّجه الله لا يقدر أحد على تفريقه"٤.


١ من المعلوم عن النصارى أن الرهبان والقساوسة ورجال الدين في الكنيسة حرموا النكاح المباح على أنفسهم وادّعوا التبتل وهم بذلك قد انحرفوا عن الفطرة الإنسانية مما نتج عنه انحراف أعظم وأخطر حيث انغمس الكثير منهم في الملذات والشهوات المحرمة واتّخذوا العشيقات والسراري. وخاصة البابوات منهم مثل: البابا إسكندر السادس. وتحولت الأديرة والكنائس من دور عبادة وطهر إلى مواخير دعارة ونجاسة - والعياذ بالله - وكتب مؤرخيهم تشهد بذلك. (ر: كتاب تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر لمؤلِّفه ميرل دوبينياه طبع بيروت سنة: ١٨٧٨م، وقصة الحضارة ١٢/١٢٩-١٣١، ١٨/٨٤-٨٦، في الباب العشرين من الانحلال الخلقي، كتاب (الديارات للشابشتي) .
وهناك طوائف أخرى من النصارى دعت إلى العزوبة وترك النكاح منهم: المارسينيون أتباع مرسيون الذي ظهر في عام ١٤١٠م. والمانوية أتباع ماني. والإنكراتيون أتباع تاتيان، والساويرسيون أتباع ساويروس. (ر: تاريخ الكنيسة ص ٢٢٧، ٢٢٨، قصة الحضارة ١١/٢٩٢-٢٩٥) .
٢ متى ١٩/٢٩، مرقس ١٠/٢٩.
٣ متى ١٩/٢٩، مرقس ١٠/٢٩.
٤ متى ١٩/٣-٦، مرقص ١٠/٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>