للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمَّه آية للعالم وما هما بأعجب من حواء وآدم، فتعسا لعباد الأنداد، ضلّوا بالمشي على الماء، وصعود السماء وإحياء الموتى وتكثير الأزواد، هذا موسى قد فلق وإدريس قد صعد وإلياس قد أحيا من أنتن وداد١، ولم يكونوا أرباباً بذلك، فكيف يغلط فيما هنالك لولا الشقاء والعناد؟!.

أحمده على ما أسدى وأفاد، وأمدحه على ما أبدى وأعاد، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له شهادة تضمن للصدر الثَّلَج، وكلمة تعصم المهج بأوفى الدَّرَج٢ وأقوى الحجج، وأشهد أنّ محمّداً عبده الذي نصّ عليه موسى، ونبيّه الذي طرق بين يديه عيسى، وصفيه الذي أخدمه جبريل، ونجيّه الذي رسمه في التوراة والإنجيل، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة/ (١/٣/ب) تزيدهم تبجيلاً إلى تبجيل وتخلد جيلاً بعد جيل.

قال من عفا الله له٣ عن ذنبه وحباه بحبّه: "حضرت محفلا تحفَّل بالمعارف [أخلافه] ٤ وتكفَّلبالعوارف٥ [أُلاَّفُه] ٦، فأذاعوا مزائد الفوائد وأعادوا ودائع العوائد وأفاضوا في العلوم الدينية، وأضافوا إلى ذلك ذكر الأمة النصرانية


١ في ش: داد الطعام إذا وقع فيه السوس، أي: الدودة.
٢ دَرّجَ وأَدْرَج: صعد في المراتب، ولزم المحجة من الدين أو الكلام. (ر: القاموس المحيط ص ٢٤٠) .
٣ في ش: عبارة عن المؤلِّف - رحمة الله عليه.
٤ في ص (أخلاقه) ، والذي أثبته (أخلافه) بالفاء حيث يدل عليه الفعل (تحفل) ففيه تشبيه المحفل (المجلس) المملوء علماً ومعرفة بالضرع الممتلئ بالحليب، كما أن كلمة (أخلافه) موافقة لسياق الكلام وللجناس الذي يكثر منه المؤلِّف في كلامه. أخلاف - مفرده: (خلف) من ذوات الخف كالثدي للإنسان، وحلمة ضرع الناقة أو طرفه أو المؤخر من الأطباء أو هو للناقة كالضرع للشاة. (ر: القاموس المحيط ص ١٠٤٢، المصباح المنير ص ١٨٠) .
٥ العارفة: المعروف كالعُرف، ج: عوارف. (ر: القاموس المحيط ص ١٠٨١) .
٦ في ص (الأفة) ، وفي ش: (الآفه) بالفاء أو بالقاف فَظ، والآفة بالفاء فَظ أيضاً أو بالقاف فمن ألف البرق إذا لمع أو من الألوقة وهي طعام يصلح من الزبد. اهـ.
قلت: الصواب ما أثبته؛ لأنه الموافق لسياق الكلام، فإن الإلف، بالكسر: الأليف وجمعه: آلاف. ويجوز أن يكون: (أُلاَّفه) من الإلف الإلفه وجمعه أُلاَّف. (ر: القاموس ص ١٠٢٤) . وتوضيح معنى عبارة كالآتي: وتكفل بالمعروف من يأْلِفون فعل المعروف أو يألفون المحفل ويعتادونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>