للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

التّسميات على ما يبتدر إلى أفهامالعوام١ فزلوا.

وإذا كان النصارى إنما أتوا٢ من قبل الألفاظ وعدم الحفَّاظ فيتعين على من له دُرْبة٣ بهذا الشأن حل إشكالهم وفكّ الشبهات التي أعانت على ضلالهم، فزعم الجماعة أني عارف بكتبهم خبير بمخاريقهم وكذبهم دَريّ بمرادهم بالجوهر والأقنوم، دَرِب بالفَرق بين فِرَق النسطور واليعاقبة والروم، وقالوا: لو أَنرتَ لَمعا تكون على الحق علما فرب كلمة واحدة تهدي أمماً، فأجبتهم لوجوب حقّهم ورجوت الحيا٤ عند رميض برقهم، واستخرت الله تعالى وشجعت جنانا جبانا وأطلقت من ضعيف / (١/٤/ب) العناية ودأبت٥ في تحصيل ما لم أقف عليه من كتب القوم ولم أجتز٦ بما كان في يدي منها حتى استكملت


١ قول المؤلِّف: "فحملوا الأمر في هذه التسميات على ما يبتدر إلى أفهام العوام فزلوا"، لا بدّ من تقييده بأنهم العوام الذين انحرفت فطرتهم وتلوثت أفهامهم بالتشبيه والتمثيل أو التعطيل أو التأويل. (أما عوام المسلمين فالأصل فيهم أنهم على عقيدة السلف، لأنها الفطرة التي يولد عليها الإنسان وينشأ عليها المسلم بلا تلقين ولا تعليم (من حيث الأصل) فكل من لم يلقنه المبتدعة بدعتهم ويدرسوه كتبهم فليس من حقّ أي فرقة أن تدعيه إلاّ أهل السنة الجماعة) . (ر: العلم الشامخ ص ٢٧١-٢٧٣، للشيخ صالح المقبلي، منهج الأشاعرة في العقيدة - د. سفر الحوالي ص ٢٣) .
٢ في ص: (أوتوا) والصواب ما أثبته.
٣ في ش: درية بالمنقوط التحتانية واحدة أو اثنتين، فأما بالباء فمن التدرب وأما بالياء فمن الدراية.
٤ في ش: أي: المطر. اهـ. وفي مختار الصحاح ص ١٦٧: "الحيا" مقصور - أي: المطر والخصب.
٥ في ش: أي: تعبت.
٦ أي: لم أقطع، ولم أكتف. (كما في القاموس المحيط ص ٤٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>