للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أشعيا١، ونبوة ميخا٢، ونبوة حبقوق٣،


١ أشعيا بن آموص، ومعنى اسمه (الرّبّ يخلص) ، ويعتبره النصارى نم أعظم أنبياء العهد القديم ويلقبونه بـ: (النبيّ الإنجيلي) لكثرة نبواته عن المسيح، ويغلب على ظنّ المؤرخين بأن أشعياء قد مات مقتولاً في اضطهاد الملك منسي الإسرائيي.
وينسب إلى أشعياء سفر باسمه عدد إصحاحاته (٦٦) إصحاحاً، ويعتبر ضمن أسفار الأنبياء المتأخرين الذي يشمل عدداً من أنبيائهم كـ: ميخا وحبقوق وصفنيا وزكريا وحزقيال وأرميا ودانيال وهنوشع وغيرهم وتحتوي هذه الأسفار بصفة عامة على وصايا الأنبياء ومناجاتهم لله عزوجل والتنديد بفساد سلوك بني إسرائيل وكثرة ذنوبهم والتهديد بزوال دولتهم ونصحهم بالتوبة والرجوع إلى الله. (ر: سفر أشعيا، السنن القويم ٨/٦٦، وما بعدها، قاموس الكتاب ص ٨١-٨٥) .
وعن سفر أشعيا يقول الكاتب المصري النصراني حبيب سعيد في كتابه المدخل إلى الكتاب المقدس ص ١٠٣: "اختلفت آراء الشراح والباحثين حول هذا السفر اختلافاً لا نظير له في أي سفر آخر، هذا ويجمع الدارسون في العهد القديم على أن أشعيا قد يكون كتب جزءاً من هذا السفر، بينما يرى بعض الدارسين أن كُتَّاب السفر ثلاثة أو أكثر.
والإصحاحات من رقم: (٤٠) إلى رقم: (٦٦) تمثل مشكلة حادة أمام الباحث ذلك أن فيها براهين قوية وأدلة صريحة تؤكّد عدم صلة هذه الأصحاحات من السفر لأشعيا، ولا تتصل بالزمن الذي يدعيه المؤرخين عصراً لأشعيا وهو الفترة من: ٧٦٥-٧٠٠ ق. م. ذلك أن اسم أشعيا في بدية هذه الإصحاحات لم يذكر تماماً، ويبدو أن الإصحاحات من رقم: (١-٣٩) كانت كتاباً منفصلاً وأدمجا بطريق الصدفة عند نسخ أسفار الأنبياء". اهـ. وبنحو ذلك أشار إليه سبينوزا في رسالته ص ٣١١، وفي مقدمة السفر من الكتاب المقدس للكاثوليك - منشورات دار المشرق ١٩٨٣م. فلا حاجة بنا إلى المزيد من التعليق بعد هذا الاعتراف الصريح منهم في شكّهم بنسبة هذا السفر إلى أشعياء.
٢ ميخا معناه: (من مثل يهوه؟!) ويلقب بالمورشتي نسبة إلى قرية مورشه مسقط رأسه، وهو في العهد القديم سادس الأنبياء الصغار، وينسب إليه سفر باسمه (سفر ميخا) وعدد إصحاحات (٧) إصحاحات. (ر: سفر ميخا، السنن القويم ١٢/٩٠، وما بعدها، قاموس ص ٩٣٦، ٩٣٧) .
٣ حبقوق معناه: (يعانق) ، وهو عند أهل الكتاب ثامن الأنبياء الصغار الذين ظهروا في مملكة يهوذا، وما يعرفونه من سيرة حبقوق إنما هو مجرد استنتاجات من السفر المنسوب إليه بأنه كان أحد المغنيين في الهيكل ومن سبط اللاويّين، وعدد إصحاحات السفر المسمَّى باسمه (سفر حبقوق) ثلاثة إصحاحات. (انظر: ترجمته في: سفر حبقوق، السنن القويم ١٢/١١٦، قاموس ص ٢٨٧، ٢٨٨) .
أقول: هذا سفر منسوب إلى شخص فيه جهالة ظاهرة فلا يعرف شيء عن مكان أو زمان ولادته أو عن سيرته إلاّ عن طريق التخمين والظن. (ر: مقدمة طبعة الكتاب المقدس بالإنجليزية سنة ١٩٧١م) .

<<  <  ج: ص:  >  >>