للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ومسح على رأس صبي به عاهة فبرأ واستوى شعره١، وفعل ذلك بجماعة من المجانين والمرضى فشفوا وصحوا.

قال المؤلِّف: وعند هذه الآية صح قول أشعيا النبي حيث يقول متنبئاً على محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم: "روح الرّبّ عليّ من أجل هذا مسحني وأرسلني، لأنذر العميان بالنظر والمأسورين بالتخلية، وأبشّر بالسنة المقبولة"٢. فقد أنذر العميان وأطلق الأسارى من أيدي ملوك مثل كسرى وغيره، وكانت العرب في أسارهم يؤدون لهم الأتاوة والخراج، وبشر بالسنة المقبولة صلى الله عليه وسلم، وأطلق المجانين من أيدي الشياطين.


١ قال القاري في شرحه للشفا ٣/١٤٧: "لا يعرف من رواه بهذا اللفظ إلاّ أن أبا نعيم روى عن الوازع أنه انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن له مجنون فمسح وجهه ودعا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوته له أعقل منه، وروى مثله في خبر المهلب بن قَبالة، وروى هُلْب بن قُنَافَة كذا ذكره أبو عمر، وقيل: هو الصواب ولعلهما قصتان لرجلين، وقال الطبري: هو المهلب بن يزيد بن عدي الطائي، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقرع فمسح على رأسه فنبت شعره فسمي الهلب". اهـ.
وقال السيوطي في المناهل ص ١٤٤: "أخرجه أبو نعيم عن الوازع إنه انطلق إلى ... الحديث" اهـ.
قلت: المناسب لسياق الكلام أن يكون المراد بقصة الحديث المذكور هو: الهلب الطائي، فقد ذكره الحافظ في الإصابة ٦/٢٩١، في ترجمته، فقال: قال ابن دريد: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أقرع فمسح على رأسه فنبت شعره فسمي الهلب، والأهلب: الكثير الشعر، والهُلب، وهو يزيد ابن قُنَافَة، وقال ابن الكلبي: ويقول الشاعر:
كان وما في رأسه شعرة فأصبح الأقرع وافي الكشير
٢ سفر أشعيا ٦١/١، ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>