للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المؤلِّف: هذا ألطف مما فعل المسيح إذ ما خرج الجني من الصبي الذي كلمه أبوه فيه حتى صرع الصبي ولبطه وكاد١ أن يموت٢، وهذا طاوس يخبر أنه بمجرد مسّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صدر المجنون فيذهب جنونه.

وأخذ عليه السلام قبضة من تراب يوم حنين ورمى بها وجوه الكفار وقال: "شاهت الوجوه". وانهزموا يمسحون التراب عن أعينهم٣.

وشكى إليه أبو هريرة النسيان وقلة الحفظ فأمره ببسط ثوبه والنبي يحدّث فلما حدّثه ضَمَّ الثوب إلى صدره، قال أبو هريرة: فما نسيت شيئاً سمعته بعد٤.

وكان جرير٥ بن عبد الله لا يثبت على الخيل فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم / (٢/١٦٤/أ) صدره ودعا له فكان أثبت العرب وأفرسهم٦.


١ في م: كان.
٢ متى ١٧/١٤-٢١، مرقس ٩/١٤-٢٩، لوقا ٩/٣٧-٤٣.
٣ أخرجه مسلم ٣/١٣٨٩، والبيهقي في الدلائل ٥/١٣٧-١٣٩، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، في سياق طويل، وأخرجه مسلم ٣/١٤٠٢، والبيهقي ٥/١٤٠، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، وأخرجه أحمد في المسند ٥/٢٧٦، والبيهقي ٥/١٤٣، عن أبي عبد الرحمن الفهري رضي الله عنه.
٤ أخرجه البخاري في كتاب العلم باب (٤٢) . (ر: فتح الباري ١/٢١٥) . وفي كتاب المناقب باب (٢٥) . (ر: فتح الباري ٦/٦٣٣) ، ومسلم ٤/١٩٣٩-١٩٤١، والترمذي في ٥/٦٤٢، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قلت: أجمع أهل الحديث على أن أبا هريرة أكثر الصحابة حديثاً. فله من الأحاديث خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثاً، بتكرار الأسانيد، أما المتون فلا تتجاوز ألفي حديث. وقد كان ذلك بهذه المعجزة العظيمة. (ر: مقدمة مسند بقية بن مخلد، الإصابة ٧/٣٠١) .
٥ هو: جرير بن عبد الله بن جبر بن مالك البجلي رضي الله عنه، أبو عمر، الصحابي المشهور، له مائة حديث.
٦ أخرجه البخاري في كتاب الجهاد باب (١٥٤) . (ر: فتح الباري ٦/١٥٤) ، ومسلم ٤/١٩٢٥، ١٩٢٦، وأحمد في المسند ٤/٣٦٢، وفي فضائل الصحابة ٢/٨٩١، عن جرير رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>