(٢) قال ابن جني في المحتسب ١/ ٥٤: ومن ذلك قراءة يحيي بن يعمر، وابن أبي إسحاق وأبي السمال "اشتروِا الضلالة". قال أبو الفتح: في هذه الواو ثلاث لغات: الضم والكسر، وحكى أبو الحسن فيها الفتح، ورويناه -أيضًا- عن قطرب، والحركة في جميعها لسكون الواو وما بعدها، والضم أفشى، ثم الكسر ثم الفتح. وإنما كان الضم أقوى لأنها واو جمع فأرادوا الفرق بينها وبين واو "أو" و"لو" لأن تلك مكسورة نحو قول الله سبحانه: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِم}، ومنهم من ضمها فيقول: "لَوُ اطلعت"، كما كسر أبو السمال وغيره من العرب واو الجمع تشبيهًا لها بواو "لو". وأما الفتح فأقلها، والعذر فيه خفة الفتحة مع ثقل الواو، وأيضًا فإن الغرض في ذلك إنما هو التبلغ بالحركة لاضطرار الساكنين إليها، فإذا وقعت من أي أجناسها أقنعت في ذلك. (٣) سقط ما بين القوسين من ع وك، وجاءت في الأصل، وهذه العبارة تؤيد ما ذهبنا إليه من أن المصنف -رحمه الله تعالى- شرح القسم الخاص بالنحو مستقلا عن القسم الخاص بالصرف، فختم قسم النحو بهذه العبارة، كما قدم بين يدي قسم الصرف بمقدمة، فلما جمع القسمين بين دفتي كتاب واحد استغنى عن مقدمة قسم الصرف.