للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن الاعتداد بالنفس الذي قضى عليه أن يلابس دهره كما شاء في الجملة، لا كما أراد بالتفصيل.

فضحك لجوانب الحياة المظلمة، وهزأ بما يراه غيره نعمة، ورضي من الزمان حلوه ومره، وقنع بالعيش يسره وعسره.

وفي الرضا والقناعة عزاء للنفس، وشفاء للروح.

أخلاقه:

حبا الله -تعالى- المصنف بأخلاق عالية، وطبعه على خلال حميدة، فغدا موضع الرضا والاحترام، والتكريم والتبجيل من كل من عرفه، أو اتصل به، ولم يسمع أن واحدًا من مريديه، أو المخالطين له أنكر عليه شيئًا رآه فيه.

وهو في نظر مؤرخيه كثير العبادة، حسن السمت، كامل العقل (١) مهذب ذو رزانة وحياء ووقار (٢).

لا يرى إلا وهو يصلي، أو يتلو، أو يصنف، أو يقرئ، فله الدين المتين، والتقوى الراسخة (٣)، والعفة (٤).

ولعل أوضح أخلاق ابن مالك، وأبرزها وأخلدها على الزمان:

الترفع والإباء، والاعتداد بالنفس.

والاعتداد بالنفس صفة محمودة تصفي على صاحبها كمال


(١) فوات الوفيات ٢/ ٢٢٧، نفح الطيب ٧/ ٦٣، مرآة الجنان ٤/ ١٧٣، دائرة معارف البستاني المجلد الأول ص ٦٧٤، دائرة معارف القرن العشرين المجلد ٩ ص ٤٣١، بغية الوعاة ص ٥٣.
(٢) نفح الطيب ٧/ ٢٧٨.
(٣) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٥/ ٢٨.
(٤) حاشية الخضري على ابن عقيل ص ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>