للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجولة إذا لم يؤيدها المكابرة، والتشبث والعناد، وهو ما برئ منه الشيخ.

ومن الصفات الجميلة التي طبع عليها: الرجوع إلى الحق، وهي من صفات العلماء الأجلاء.

روى صاحب "نفح الطيب" قال: (١)

لما سئل ابن مالك عن قول النبي -صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بالله من الحور بعد الكور" (٢)، هل هو بالراء أم بالنون؟

أنكر النون.

فقيل له: "إن في الغريبين للهروي "رواية بالنون"، فرجع عن قوله الأول. وكان -رحمه الله- لا يكتب شيئًا من محفوظه حتى يراجعه في محله (٣).

كما كان حريصًا على وقته، منظمًا له، لا ينفقه إلا فيما رهن نفسه به من اطلاع، أو تأليف، أو قراءة أو تعليم.

وهناك موقف صغير يحكي عنه يدل على مدى اهتمامه بوقته، واعتزازه به،

ذلك أنه خرج يومًا مع أصحابه للفرجة بدمشق، فلما بلغوا الموضع الذي أرادوه غفلوا عنه سويعة ثم طلبوه فلم يجدوه، وبعد البحث عنه وجدوه مكبًا على أوراق (٤).

واشتهر ابن مالك -رحمه الله- على ضيق ذات يده بالسماحة


(١) نفح الطيب ٧/ ٢٩٣ - ٢٩٥.
(٢) أي: من النقصان بعد الزيادة، أو من فساد أمورنا بعد صلاحها.
(٣) نفح الطيب ٧/ ٢٨٢.
(٤) نفس المرجع والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>