للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجاز -أيضًا- قوم وقوعه بين نكرتين كمعرفتين نحو:

"حسبت خيرًا من زيد هو خيرًا من عمرو".

ذكر (١) ذلك سيبويه عن بعض المتقدمين، وأنكره إنكارًا شديدًا (٢)، وقد أشرت إلى الخلف في ذلك.

واختلف في هذا الضمير المسمى "فصلًا" هل له موضع من الإعراب أَمْ لَا؟

فالأكثرون (٣) على أنه لا موضع له؛ لأن الغرض به: الإعلام من أول وهلة بكون الخبر خبرًا لا صفة، فاشتد شبهه


(١) هـ "وقد ذكر".
(٢) قال سيبويه في الكتاب ١/ ٣٩٧ في "باب لا تكون "هو"، وأخواتها فيه فصلًا، ولكن يكن بمنزلة اسم مبتدأ".
وذلك قولك: "ما أظن أحدًا هو خير منك" و"ما أجعل رجلًا هو أكرم منك" و"ما إخال رجلًا هو أكرم منك".
لم يجعلوه فصلًا، وقبله نكرة، كما أنه لا يكون وصفًا، ولا بدلًا لنكرة.
وكما أن "كلهم" و"أجمعين" لا يكرران على نكرة فاستقبحوا أن يجعلوها فصلًا في النكرة، كما جعلوها في المعرفة؛ لأنها معرفة، فلم تصر فصلًا إلا لمعرفة، كما لم تكن وصفًا ولا بدلًا إلا لمعرفة. وأما أهل المدينة فينزلون "هو" ههنا
بمنزلة بين المعرفتين، ويجعلونها فصلًا في هذا الموضع، فزعم يونس أن أبا عمرو
رآه لحنا وقال: "احتبى ابن مروان في ذه في اللحن"، يقول: لحن وهو ورجل من
أهل المدينة، كما تقول: اشتمل بالخطأ، وذلك أنه قرأ: "هؤلاء بناتي هن أطهرَ لكم"، فنصب".
(٣) هكذا في الأصل وفي ك وع وهـ "فالبصريون".

<<  <  ج: ص:  >  >>