للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا إلى أن كثيرًا من المكتبات العربية أصابها ما أصابها من جراء الحروب المتوالية من خسائر فادحة، مما كان يخشى معه القضاء على الكنوز العربية الثمينة.

وهنا تنبه العلماء فشمروا عن ساعد الجد، وهبوا يحفظون ما يمكن حفظه من التراث العربي، وييسرون المهملة أمام المعلم والمتعلم.

وقد سلك العلماء في سبيل تذليل هذا أمورًا منها نظم الضوابط المختلفة لبعض العلوم.

وكان لابن مالك في هذا المجال القدح المعلى، إذ أمد القائمين بالتدريس في جميع مراحل التعليم بالمادة العلمية الموجزة، ويسر السبيل أمام المتعلمين بنظم القواعد النحوية، وغير النحوية بين أيديهم في عبارة تخف معها المئونة، وتحف بها المعونة ويكون الغناء بها مضمونًا، والعناء مأمونًا، وتضمن وصول المعلومات إلى أذهان المتعلمين في يسر، وسهولة وبحيث لا يحتاج القارئ إلى من يعاونه على الفهم.

وسبق المصنف إلى نظم العلوم كثير من العلماء، ولعل أقربهم منه زمانًا هو ابن معط (١) صاحب الألفية الموسومة بـ "الدرة الألفية في علم العربية"، والذي اقتفى ابن مالك أثره، وأشاد به حين قال يتحدث عنه في مقدمة "الخلاصة الألفية" (٢).


(١) يحيى بن معط بن عبد النور، أبو الحسين زين الدين الزاوي المغربي الحنفي النحوي، كان إمامًا مبرزًا في العربية، شاعرًا محسنًا، أقرأ النحو بدمشق ثم بمصر ولد سنة ٥٦٤ هـ، ومات سنة ٦٢٨ هـ.
(٢) ألفية ابن مالك ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>