قال ابن مالك محمد وقد ... نوى إفادة بما فيه اجتهد
ثم حمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي وآله وأصحابه، وبين فضل علم النحو ومكانه بين العلوم، إذ فيه صلاح الألسنة، والشخص الذي لا يتقنه لن يجد المكان المرموق في المجتمع:
وبعد: فالنحو صلاح الألسنة ... والنفس إن تعدم سناه في سنة
به انكشاف حجب المعاني ... وجلوة المفهوم ذا إذعان
وتحدث بعد ذلك عن فضله واستحقاقه كل ثناء، فقد جمع في هذا النظم خلاصة كتب النحو:
ومن يعن طالبه بسبب ... فهو حر بنيل كل أرب
وقد جمعت فيه كتبًا جمة ... مفيدة يعني بها ذو الهمة
ثم قرظ هذا النظم، وبين لماذا اختار له اسم "الكافية الشافية".
ومن خلال تقريظه يلوح لنا المنهج الذي اتبعه في هذا النظم، وسار عليه، فقد جمع فيه معظم مسائل النحو والصرف، وبسطها، ورتب الأبواب، وضبطها، وجلا الغامض، ويسر العسير، وضم المشتت، وقرب البعيد، حتى ظهرت في صورة كافية عن كل كتاب، شافية للأساتذة والطلاب:
وهذه أرجوزة مستوفيه ... عن أكثر المصنفات مغنية
تكون للمبتدئين تبصرة ... وتظفر الذي انتهى بالتذكرة
فليكن الناظر فيها واثقًا ... بكونه إذا يجاري سابقًا
فمعظم الفن بها مضبوط ... والقول في أبوابها مبسوط
وكم بها من شاسع تقربا ... ومن عويص انجلى مهذبا
فمن دعاها قاصدًا بالكافية ... مصدق، ولو يزيد الشافية