للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا قال سيبويه.

وهو كما قال؛ لأن العامل حقه أن يمتاز من غير العامل بأن يكون مختصًا بالأسماء إن كان من عواملها كحروف الجر، ومختصًا بالأفعال إن كان من عواملها كحروف الجزم، وحق ما لا يختص كـ"ما" النافية ألا يكون عاملًا (١).

إلا أن شبها بـ"ليس" سوغ إعمالها إذا لم يعرض مانع من الموانع المذكورة (٢).

وزعم أبو علي أن دخول الباء الجارة على الخبر مخصوص بلغة أهل الحجاز، وتبعه في ذلك الزمخشري (٣):


(١) هـ "عالمًا".
(٢) قال سيبويه في الكتاب ١/ ٢٨:
"هذا باب ما أجري مجرى "ليس" في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز: ثم يصير إلى أصله، وذلك الحرف "ما".
تقول: "ما عبد الله أخاك"، و"ما زيد منطلقًا".
وأما بنو تميم فيجرونها مجرى "أما" و"هل" أي: لا يعملونها في شيء وهو القياس؛ لأنه ليس بفعل، وليس "ما" كـ"ليس" ولا يكون فيها إضمار.
وأما أهل الحجاز فيشبهونها بـ"ليس" إذ كان معناها كمعناها".
(٣) قال الزمخشري في المفصل في باب خبر "ما" و"لا" المشبهتين بـ"ليس": "ودخول الباء في الخبر نحو قولك: "ما زيد بمنطلق" إنما يصح على لغة أهل الحجاز؛ لأنك لا تقول: "زيد بمنطلق".
قال ابن يعيش ٢/ ١١٦.
"يريد أن ما بعد "ما" التميمية مبتدأ وخبر والباء لا تدخل في خبر المبتدأ، وهذا فيه إشارة إلى مذهب الكوفيين.
وليس بسديد، وذلك؛ لأن الباء إن كان أصل دخولها على "ليس" و"ما" محمولة عليها لاشتراكهما في النفي فلا فرق بين الحجازية والتميمية في ذلك.
وإن كانت دخلت في خبر "ما" بإزاء اللام في خبر "إن" فالتميمية والحجازية في ذلك سواء".

<<  <  ج: ص:  >  >>