كتاب شرح الكافية الشافية

باب: النائب عن الفاعل - ج: 2 - ص: 609

ولا يجيز غير الأخفش من البصريين أن ينوب غير المفعول به وهو موجود.

وأجاز ذلك الأخفش (١) والكوفيون ويؤيد مذهبهم قراءة بعض القراء (٢): "ليُجزى قوما بما كانوا يكسبون" (٣).

فأسند "ليجزي" إلى الجار والمجرور. ونصب "قوما" وهو مفعول به.

ومثل هذه القراءة قول الراجز:

(٣٢٤) - لم يعن بالعلياء إلا سيدا

(٣٢٥) - ولا شجا ذا الغي إلا ذو هدى

---

(١) قال أبو الفتح في الخصائص ١/ ٣٩٧:
"وأجاز أبو الحسن "ضرب الضرب الشديد زيدا" و"دفع الدفع الذي تعرف إلى محمد دينارا" و"قتل القتل يوم الجمعة أخاك" ونحو هذه المسائل ثم قال:
هو جائز في القياس، وإن لم يرد به الاستعمال".
(٢) هكذا في الأصل وفي هـ. يزيد بن القعقاع أحد مشايخ نافع وفي ع وك قراءة أبي جعفر.
والإمام أبو جعفر هو يزيد بن القعقاع المخزومي المدني أحد القراء العشرة تابعي مشهور كبير القدر عرض القرآن على ابن عياش وابن عباس وأبي هريرة وروى عنه نافع وغيره وتوفي سنة ١٣٠ هـ.
(٣) من الآية رقم "١٤" من سورة "الجاثية".
٣٢٤، ٣٢٥ - هذان بيتان من مشطور الرجز ينسبان لرؤبة، وهما في زيادات الديوان ص ١٧٣، والبيت الأول في ديوان العجاج ص ٧٣ والبيت الثاني في ديوانه ص ٧٦ وهذا البيت سقط من هـ.