للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"خرج" معنى مِنْ دون أن تَنويَ فيه ضميرَ "زيد"؟ ١ وهل تكونُ إِن أنتَ زعمتَ أنك لم تنوِ ذلك إِلا مُخْرِجاً نفسَك إلى الهَذَيان؟ ٢ وكذلكِ فانظر إِذا قيلَ لك: "كيفَ زيدٌ"؟، فقلتَ: "صالحٌ": هل يكونُ لقولِكَ: "صالح" أثرٌ في نفسِك من دون أن تريدَ "هو صالح"٣؟ أم هل يعقل السامع شيئًا إن هو لم يعتقد ذلك؟ ٤.

إذا ثبت ذلك٥، فإنه مالًا يبقَى معه لعاقل شَكٌّ٦، أن الخبرَ معنى لا يتصوَّر إِلا بين شيئينِ يكونُ أَحدُهما مثْبَتاً، والآخَرُ مثبَتاً له، أو يكونُ أحدُهما منفييًا، والآخَرُ منفيّاً عنه وأنه لا يُتصوَّر مثُبَتٌ من غيرِ مثبَتٍ له، ومنفيٌّ من دونِ مَنْفيٍّ عنه. فلما كان الأمرُ كذلك، أَوجَبَ ذلك أنْ لا يُعْقَلَ إلاَّ من مجموع جملةِ فعْلٍ واسمٍ٧، كقولِنا: "خرجَ زيدٌ"، أو اسمٍ واسمٍ، كقولنا: "زيدٌ منطلقٌ". فليس في الدنيا خبرٌ يعرفُ من غيرِ هذا السبيلِ، وبغيرِ هذا الدليلِ، وهو شيء يعرفُه العقلاء في كل جبل وأمة، وحكمٌ يجري عليه الأمرُ في كلِّ لسان ولغة٨.


١ في المطبوعة: "أن يقع في خلدك معنى من دون"، وأسقط فاختل الكلام.
٢ في المطبوعة: "وهل تكون وأنت زعمت أنك"، وهو كلام فاسد.
٣ في المطبوعة: "أثر فيك"، وهو كلام سقيم.
٤ في المطبوعة: "وهو لم يعتقد ذلك"، سيء.
٥ "إذا ثبت ذلك" سقط من كاتب "ج" سهوًا.
٦ في المطبوعة: "فإنه لا ينبغي لعاقل"، كلام سقيم.
٧ كان في المطبوعة هنا: "أن الخبر لا يتصور إلا من فعل واسم، كقولنا "زيد خارج"، فليس في الدنيا خير"، أسقط هنا ما أثبته في أول الفقرة: ٦٣٥، فأفسد بالإثبات والإسقاط الكلامين جميعًا.
٨ الفقرة: ٦٣٧، هي مكرر الفقرة السالفة: ٦١٦.